قالوا: ومنه قولهم في الأذان: الله أكبر؛ بمعنى: الله كبير؛ وقالوا: إن قال قائل: إن الله لا يوصف بهذا، وإنما يوصف به الخلق، فزعم أنه وهو أهون على الخلق، فإن الحجة عليه قول الله:(وكانَ ذلكَ على الله يَسِيرًا) ، وقوله:(وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُما) أي: لا يثقله حفظهما.
وقوله:(وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى) يقول: ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض، وهو أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، ليس كمثله شيء، فذلك المثل الأعلى، تعالى ربنا وتقدّس.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس قوله:(وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى فِي السَّمَوَاتِ) يقول: ليس كمثله شيء.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة قوله:(وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى فِي السَّمَوَاتِ والأرْضِ) مثله أنه لا إله إلا هو، ولا ربّ غيره.
(١) البيت للفرزدق (ديوانه طبعة الصاوي بالقاهرة ص ٧١٤) وهو من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (الورقة ١٨٧ - ب) قال أبو عبيدة: أي عزيزة طويلة. فإن احتج فقال: إن الله عز وجل لا يوصف بهذا، وإنما يوصف الخلق، فزعم أن (وهو أهون عليه) على الخلق؛ فإن الحجة عليه قول الله عز وجل: (وكان ذلك على الله يسيرًا) . وفي آية أخرى: (ولا يئوده حفظهما) أي لا يثقله.