عن السديّ،، قوله (ذُو الأوْتَادِ) قال: كان يعذِّب الناسَ بالأوتاد، يعذّبهم بأربعة أوتاد، ثم يرفع صخرة تُمَدّ بالحبال، ثم تُلْقى عليه فتشدخه.
حُدثت عن عليّ بن الهيثم، عن ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، قال: كان يعذب الناس بالأوتاد.
وقال آخرون: معنى ذلك: ذو البنيان، قالوا: والبنيان: هو الأوتاد.
* ذكر من قال ذلك:
حُدثت عن المحاربي، عن جويبر، عن الضحاك (ذُو الأوْتَادِ) قال: ذو البنيان.
وأشبه الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عني بذلك الأوتاد، إما لتعذيب الناس، وإما للعب، كان يُلْعَب له بها، وذلك أن ذلك هو المعروف من معنى الأوتاد، وثمود وقوم لوط، وقد ذكرنا أخبار كل هؤلاء فيما مضى قبل من كتابنا هذا. (وَأَصْحَابُ الأيْكَةِ) يعني: وأصحاب الغَيْضَة.
وكان أبو عمرو بن العلاء فِيما حُدثت عن معمر بن المثني، عن أبي عمرو يقول: الأيكة: الحَرَجَة من النبع والسدر، وهو الملتفّ منه، قال الشاعر:
(١) البيت لعنترة العبسي (مختار الشعر الجاهلي، بشرح مصطفى السقا طبعة الحلبي ٣٨٧) وهو الرابع من قصيدة يهجو بها قيس بن زهير قائد تميم في بعض حروبها مع عبس. قال شارحه: الأيكة الشجر الكثير الملتف. وذرفت دموعك: سالت. والمحمل علاقة السيف. واستشهد به أبو عبيدة في مجاز القرآن (الورقة ٢١٣ - ١ (وقال: الأيكة: الحرجة: من النبع والسدر. وهو الملتف قال رجل، وهو يسند على عنترة:" أفمن بكاء ... " البيت. يعني محمل السيف. وهو الحمالة والحمائل. وجماع المحمل: محامل. وبعضهم يقول:" ليكة". لا يقطعون الألف، ولم يعرفوا معناها. أهـ.