للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رُوي عن ابن عباس، أن أول ما نزل جبريلُ على النبي صلى الله عليه وسلم عَلَّمه الاستعاذة.

١٣٧- حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سَعيد، قال: حدثنا بشر بن عُمَارة، قال: حدثنا أبو رَوْق، عن الضحّاك، عن عبد الله بن عباس، قال: أول ما نزل جبريلُ على محمد قال: "يا محمد استعذ، قل: أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم"، ثم قال: قل: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ثم قال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: ١] . قال عبد الله: وهي أول سورة أنزلها الله على محمد بلسان جبريل (١) .

فأمره أن يتعوذ بالله دون خلقه.


(١) الحديث ١٣٧- نقله ابن كثير في التفسير ١: ٣٠ عن هذا الموضع من الطبري، وقال: "وهذا الأثر غريب! وإنما ذكرناه ليعرف، فإن في إسناده ضعفًا وانقطاعًا". وسيرويه الطبري بعد ذلك، برقمي ١٣٨، ١٣٩، بهذا الإسناد نفسه، بأطول مما هنا. وسنذكر الضعف الذي أشار إليه ابن كثير: وقوله "استعذ" ليست في المطبوعة.
أما عثمان بن سعيد، فهو الزيات الأحول، مترجم في التهذيب، وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٣\ ١\ ١٥٢، وروى عن أبيه أنه قال: "لا بأس به". وأما بشر بن عمارة، فهو الخثعمي الكوفي، وهو ضعيف، قال البخاري في التاريخ الكبير ١\ ٢\ ٨١ "تعرف وتنكر"، وقال النسائي في الضعفاء: ص ٦ "ضعيف"، وقال الدارقطني: "متروك"، وقال ابن حبان في كتاب المجروحين: ص ١٢٥ رقم ١٣٢: "كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، ولم يكن يعلم الحديث ولا صناعته"، وأما شيخه أبو روق - بفتح الراء وسكون الواو - فهو عطية بن الحارث الهمداني، وهو ثقة، وقال أحمد والنسائي: "لا بأس به".
وأما الانقطاع الذي أشار إليه ابن كثير، فمن أجل اختلافهم في سماع الضحاك بن مزاحم الهلالي من ابن عباس. وقد رجحنا في شرح المسند: ٢٢٦٢ سماعه منه.
وكفى ببشر بن عمارة ضعفًا في الإسناد، إلى نكارة السياق الذي رواه وغرابته!!

<<  <  ج: ص:  >  >>