(٢) الحديث: ٢١٩٥- هذا حديث ضعيف، من ناحيتين: من ناحية أنه مرسل، رواه تابعي لم يسنده عن صحابي. ومن ناحية ضعف"رشدين بن سعد"، كما سيأتي. وقد مضت قطعة منه بهذا الإسناد: ٢١٧٦. وأحلنا تخريجها على هذا الموضع. رشدين بن سعد: ضعيف جدًا، سبق بيانه في: ١٩٣٨. ووقع في المطبوعة هنا، وفي: ٢١٧٦: "راشد"، كما كان ذلك في: ١٩٣٨. وهو خطأ. ابن أنعم المعافري: هو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم -بفتح الهمزة وسكون النون وضم العين المهملة- المعافري الإفريقي القاضي. وهو ثقة، تكلم فيه كثير من العلماء بغير حجة، سمع من أجلة التابعين، وكان شجاعًا في الحق. وكان أحمد بن صالح يقول: هو ثقة، وينكر على من تكلم فيه. قاله أبو بكر المالكي في رياض النفوس: "كان من جلة المحدثين، منسوبًا إلى الزهد والورع، صلبًا في دينه، متفننًا في علوم شتى". وغلا فيه ابن حبان غلوًا فاحشًا، فقال في كتاب المجروحين، ص: ٢٨٣-٢٨٤: "كان يروي الموضوعات عن الثقات، ويأتي عن الأثبات ما ليس من أحاديثهم، وكان يدلس عن محمد بن سعيد بن أبي قيس المطلوب". ثم روى حديثًا من طريقه يستدل به على ما قال. وهو حديث موضوع، ولكن ابن أنعم بريء من عهدته، فإن الحمل فيه على أحد الكذابين، وهو يوسف بن زياد البصري. وقد تعقب الدارقطني على ابن حبان ذلك، فيما ثبت بهامش مخطوطة المجروحين. والمشارقة أخطأوا معرفة ابن أنعم، فعن ذلك جاء ما جاء من جرحه، بل أخطأوا تاريخ وفاته، فأرخوه سنة ١٥٦. والمغاربة أعرف به، وأرخوه سنة ١٦١. وله تراجم وافية: في التهذيب ٦: ١٧٣-١٧٦، والصغير للبخاري، ص: ١٨٠، وابن أبي حاتم ٢/٢/٣٣٤-٣٣٥. والمجروحين لابن حبان: ٢٨٣-٢٨٤، والميزان للذهبي ٢: ١٠٤-١٠٥، وطبقات علماء إفريقية لأبي العرب: ٢٧-٣٢. ورياض النفوس لأبي بكر المالكي ١: ٩٦-١٠٣، وتاريخ بغداد ١٠: ٢١٤-٢١٨. حبان -بكسر المهملة وتشديد الموحدة- بن أبي جبلة المصري: تابعي ثقة. وهو أحد العشرة الذين أرسلهم عمر بن عبد العزيز، ليفقهوا أهل إفريقية ويعلموهم أمر دينهم. مترجم في التهذيب، والكبير للبخاري ٢/١/٨٣، وابن أبي حاتم ١/٢/٢٦٩. وهذا الحديث مرسل، إذ حكى راويه عن التابعي أنه"يسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"، لم يذكر من حدثه به. وقوله"يسنده" - كتب في المطبوعة هنا وفي: ٢١٧٦"بسنده" بالباء الموحدة. وهو تصحيف. والحديث ذكره السيوطي ١: ١٤٥، ولم ينسبه لغير الطبري وابن المبارك في الزهد. وكان في المطبوعة"حقد على أخيه". وفي الدر المنثور ١: ١٤٦"إحنة"، والذي أثبته من القرطبي، وبعض المخطوطات. والحنة: الحقد، من"وحن يحن حنة" مثل: "وعد يعد عدة" (بكسر الحاء وفتح النون) . وقال الأزهري: ليست من كلام العرب، إنما هي إحنة: أي حقد. وأنكر الأصمعي"حنة"، وحكى عنه أبو نصر أنه قال: "كنا نظن الطرماح شيئًا حتى قال: وَأَكرَهُ أنْ يَعِيبَ عَلَيَّ قَوْمِي ... ِجَائِي الأَرْذَلِينَ ذَوِي الحِنَاتِ لأنها إحنة وإحن، ولا يقال حنات" (ديوان الطرماح: ١٣٤) . وقال الزمخشري في الفائق (أحن) : "أما ما حكى عن الأصمعى. . . فاسترذال منه! "وحن"، وقضاء على الهمزة بالأصالة، أو برفض الواو في الاستعمال".