للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم ذكر نحو حديث ابن أبي الشوارب - وزاد فيه، قال: فذكِّر الصفا من أجل الوثن الذي كان عليه، وأنِّت المروة من أجل الوثن الذي كان عليه مؤنثًا. (١)

٢٣٣٧- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، وذكر نحو حديث ابن أبي الشوارب عن يزيد، وزاد فيه - قال: فجعله الله تطوُّعَ خير.

٢٣٣٨- حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن أبي زائدة قال، أخبرني عاصم الأحول قال، قلت لأنس بن مالك: أكنتم تكرهون الطواف بين الصفا والمرْوة حَتى نزلت هذه الآية؟ فقال: نعم كنا نكره الطواف بَينهما لأنهما من شعائر الجاهلية، حتى نزلت هذه الآية:"إنّ الصفا والمروة من شعائر الله". (٢)

٢٣٣٩- حدثني علي بن سهل الرملي قال، حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال، حدثنا سفيان، عن عاصم قال، سألت أنسًا عن الصفا والمروة، فقال: كانتا من مَشاعر الجاهلية، فلما كان الإسلام أمسكوا عنهما، فنزلت:"إن الصفا والمرْوَة من شَعائر الله". (٣)


(١) الأثر: ٢٣٣٦- هكذا جاء هذا الأثر في الدر المنثور ١: ١٦٠، وصواب عبارته فيما أرجح، أن يحذف"مؤنثًا"، أو أن يقال: "من أجل أن الوثن الذي كان عليه كان مذكرًا، وأنث المروة من أجل أن الوثن الذي كان عليه كان مؤنثًا".
(٢) الحديث: ٢٣٣٨- يعقوب: هو ابن إبراهيم الدورقي. ابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني الوادعي، وهو حافظ ثقة، يقرن بابن المبارك. يقولون: إنه أول من صنف الكتب بالكوفة، مات سنة ١٨٣. مترجم في التهذيب، والكبير ٤/٢/٢٧٣-٢٧٤. والصغير، ص: ٢٠٦، وابن سعد: ٦: ٢٧٤، وابن أبي حاتم ٤/٢/١٤٤-١٤٥، وتذكرة الحفاظ ١: ٢٢٦-٢٤٧.
عاصم: هو ابن سليمان الأحول، مضى في: ١٨٤، وهو من صغار التابعين. وعده سفيان الثوري أحفظ ثلاثة في البصرة. مترجم في التهذيب، وابن سعد ٧/٢/٢٠-٦٥، وابن أبي حاتم ٣/١/٣٤٣-٣٤٤.
والحديث رواه البخاري ٣: ٤٠٢ (فتح) ، من طريق عبد الله، وهو ابن المبارك، عن عاصم الأحول، بنحوه. ورواه أيضًا مسلم، والترمذي، والنسائي. كما في القسطلاني ٣: ١٥٣-١٥٤.
(٣) الحديث: ٢٣٣٩- سفيان: هو الثوري. والحديث مختصر ما قبله. ورواه البخاري مختصرًا ٨: ١٣٢ (فتح) ، عن محمد بن يوسف، عن سفيان. ورواه الحاكم ٢: ٢٧٠، من طريق حسين بن حفص، عن سفيان. وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وأخطأ الحاكم في استدراكه، فقد رواه البخاري. كما ذكرنا قبل.
وسيأتي بعض معناه مختصرًا: ٢٣٤٦، ٢٣٤٧، من رواية جرير، عن عاصم، عن أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>