فإن ابن حميد - شيخ الطبري- هو: محمد بن حميد الرازي، سبق توثيقه: ٢٠٢٨، ٢٢٥٣. ولكن من المحال أن يقول: "حدثنا جويبر"، لأن ابن حميد مات سنة ٢٤٨، وجويبر بن سعيد الأزدي مات قبل ذلك بنحو مائة سنة، فقد ذكره البخاري في الصغير، ص: ١٧٦، فيمن مات بين سنتي: ١٤٠ - ١٥٠. فلا بد أن يكون قد سقط بينها شيخ، خطأ من الناسخين. ثم إن "جويبرا" هذا: ضعيف جدًا، كما بينا في: ٢٨٤. الأعمش: هو سليمان بن مهران، الإمام المعروف. ذر، بفتح الذال المعجمة وتشديد الراء: هو ابن عبد الله المرهبي، بضم الميم وسكون الراء وكسر الهاء بعدها ياء موحدة. وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. يسيع - بضم الياء الأولى وسكون الثانية بينهما سين مهملة مفتوحة: هو ابن معدان الحضرمي، في التهذيب، والكبير ٤/٢/٤٢٥ - ٤٢٦، وابن أبي حاتم ٤/٢/٣١٣. ووقع هنا في المطبوعة"سبيع"! وهو تصحيف. والحديث سيأتي في الطبري ٢٤: ٥١ - ٥٢ (بولاق) ، بستة أسانيد. ووقع اسم "ذر" هناك مصحفًا إلى "زر"، بالزاي بدل الذال. وهو حديث صحيح. رواه أحمد في المسند ٤: ٢٧١ (الحلبي) ، عن أبي معاوية، عن الأعمش، بهذا الإسناد. فليس فيه "جويبر" الضعيف المذكور هنا. ونقله ابن كثير ٧: ٣٠٩، عن ذلك الموضع من المسند، وقال: وهكذا رواه أصحاب السنن: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن أبي حاتم، وابن جرير - كلهم من حديث الأعمش، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. ورواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن جرير أيضًا، من حديث شعبة، عن منصور الأعمش- كلاهما عن ذر، به، ثم ذكر أنه رواه ابن حبان والحاكم أيضا. وهو عند الحاكم ١: ٤٩٠ - ٤٩١ بأسانيد، ثم قال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي ٥: ٣٥٥، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، والبخاري في الأدب المفرد، وابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه، وأبي نعيم في الحلية، والبيهقي في شعب الإيمان.