و"عبيد الله"، في الإسناد: هو عبيد الله بن أبي يزيد المكي، وهو ثقة معروف. وأبوه "أبو يزيد المكي": ذكره ابن حبان في الثقات. وسيأتي الحديث مكررًا، برقمي: ٢٣، ٢٤. (٢) الحديث ٢١- الحديث في ذاته صحيح، لأن معناه سيأتي مرارًا، ضمن أحاديث لأبي بن كعب، وقد كررها الطبري بأسانيد متعددة، بالأرقام الآتية: ٢٥-٣٩. وسيأتي بحثها في مواضعها إن شاء الله. وأما هذا الإسناد بعينه، فهكذا ورد في الطبري، من حديث سليمان بن صرد. ونقل الهيثمي في مجمع الزوائد ٧: ١٥٣ نحوه، من حديث سليمان بن صرد، وقال: "رواه الطبراني، وفيه جعفر، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". وليس إسناد الطبراني بين أيدينا حتى نستطيع القول فيه. ولعل اسم "جعفر" -الذي لم يعرفه الهيثمي في إسناده- محرف عن شيء آخر. ونقل ابن كثير في الفضائل: ٦١ هذا الحديث عن هذا الموضع من الطبري، ثم قال: "ورواه النسائي في اليوم والليلة: عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام عن إسحاق الأزرق عن العوام بن حوشب عن أبي إسحاق عن سليمان بن صرد، قال: أتى أبي بن كعب رسول الله صلى الله عليه وسلم برجلين اختلفا في القراءة، فذكر الحديث. وهكذا رواه أحمد بن منيع عن يزيد بن هارون عن العوام عن أبي إسحاق عن سليمان بن صرد عن أبي: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجلين، فذكره". وهذان الإسنادان اللذان ذكرهما ابن كثير صحيحان، يدلان على أن سليمان بن صَرد إنما سمع هذا الحديث من أبي بن كعب. وليس الخطأ الذي وقع في إسناد الطبري هنا، بحذف "أبي بن كعب" - خطأ شريك بن عبد الله النخعي راويه عن أبي إسحاق السبيعي. إنما الخطأ -فيما أرجح- إما من إسماعيل بن موسى السدي شيخ الطبري، وإما من الطبري نفسه. فإن الحديث رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل، في مسند أبيه (٥: ١٢٥ طبعة الحلبي) عن محمد بن جعفر الوركاني عن أبي إسحاق عن سليمان عن أبي بن كعب- مختصرًا كما هنا. وسيأتي الحديث مطولا، من رواية سليمان بن صرد عن أبي بن كعب رقم: ٢٥.