زينب السهمية: هي بنت محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص. فهي عمة عمرو بن شعيب. وذكرها ابن حبان في الثقات. وزعم الدارقطني أنها مجهولة! والحديث في هذه الرواية مرسل، لأن زينب السهمية تابعية، لا صحابية. وقد رواه أحمد في المسند موصولا ٦: ٦٢ (حلبي) ، عن محمد بن فضيل، عن الحجاج، عن عمرو بن شعيب، عن زينب السهمية، عن عائشة. فارتفع الإرسال. وكذلك رواه ابن ماجه: ٥٠٣، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن فضيل، به، موصولا. وأعله بعض الحفاظ بأن الحجاج بن أرطاة مدلس، وأنه رواه هنا بقوله: "عن عمرو بن شعيب"، لم يصرح بالتحديث. (٢) الحديث: ٩٦٣٢ - هذا الحديث يرويه الطبري هنا من وجهين: فيرويه عن عمر بن شبة، عن شهاب بن عباد، عن مندل. ثم يرويه مندل عن ليث، عن عطاء، عن عائشة - ويرويه مندل أيضًا عن أبي روق، عن إبراهيم التيمي، عن عائشة. عمر بن شبة أبو زيد: مضت ترجمته في: ٦٣١٠. شهاب بن عباد العبدي الكوفي أبو عمر: ثقة من شيوخ البخاري ومسلم. قال ابن عدي: "كان من خيار الناس". مترجم في التهذيب، والكبير للبخاري ٢ / ٢ / ٢٣٦، وابن أبي حاتم ٢ / ١ / ٣٦٣. ووقع اسمه محرفًا في المخطوطة والمطبوعة"سهاد بن عباد"! ولا يوجد راو بهذا الاسم. ووقع أيضًا محرفًا تحريفًا آخر في ابن كثير ٢: ٤٦٦"هشام بن عباد"! نقلا عن هذا الموضع من الطبري. وثبت على الصواب في المخطوطة الأزهرية من تفسير ابن كثير (٢: ٣٠١ نسخة مصورة عندي) . مندل - بفتح الميم والدال بينهما نون ساكنة -: هو ابن علي العنزي، بفتح النون، الكوفي. وهو مختلف فيه بين التوثيق والتضعيف. والراجح - عندي - أنه حسن الحديث. وهو مترجم في التهذيب، والكبير ٤ / ٢ / ٧٣، وابن سعد ٦: ٢٦٥، وابن أبي حاتم ٤ / ١ / ٤٣٤-٤٣٥. ليث: هو ابن أبي سليم. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأبو روق: هو عطية بن الحارث الهمداني. مضى توثيقه في: ١٣٧. والحديث من الوجه الأول: رواية"عطاء عن عائشة" - رواه أيضًا البزار في مسنده، من طريق محمد بن موسى بن أعين، عن أبيه، عن عبد الكريم الجزري، عن عطاء، عن عائشة، به. نقله ابن التركماني في الجوهر النقي ١: ١٢٥ (مع السنن الكبرى) ، والزيلعي في نصب الراية ١: ٧٤ (طبعة مصر) . وهذا إسناد صحيح، ولا علة له. وقد رواه الدارقطني، ص: ٥٠، من طريق عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن عطاء، عن عائشة. وهذا إسناد صحيح أيضًا. ولكن الدارقطني حاول إعلاله بعلة غير قادحة. فذكر أن الثوري رواه عن عبد الكريم، عن عطاء، فقط، من قوله = يعني: من كلام عطاء. وقال: "وهو الصواب"! وهذه علة متهافتة. فالوصل والرفع زيادتان من ثقة، فهما مقبولتان. تنبيه: وقع في الجوهر النقي في هذا الحديث"عن عبد الكريم، عن عائشة"، دون ذكر"عن عطاء". وهو خطأ مطبعي لا شك فيه. بدلالة نقل الزيلعي، وبأن باقي الكلام في الجوهر النقي يدل على أنه"عن عطاء عن عائشة" - يقينا. والحديث من الوجه الثاني: رواية إبراهيم التيمي، عن عائشة - رواه أحمد في المسند ٦: ٢١٠ (حلبي) ، عن وكيع، عن سفيان - وهو الثوري - عن أبي روق، به. وكذلك رواه أبو داود: ١٧٨، والنسائي ١: ٣٩، والدارقطني، ص ٥٠، ٥١، والبيهقي ١: ١٢٦-١٢٧، كلهم من طريق الثوري، عن أبي روق، به. وقال أبو داود: "هو مرسل. إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة شيئًا". وقال النسائي: "ليس في هذا الباب حديث أحسن من هذا الحديث وإن كان مرسلا". وأشار إليه الترمذي ١: ١٣٨ (بشرحنا) ، وقال: "وهذا لا يصح أيضًا. ولا نعرف لإبراهيم التيمي سماعًا عن عائشة". وهذا الحديث قد روي موصولا أيضًا، من رواية إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن عائشة. وقد بينت ذلك مفصلا في شرح الترمذي. ثم للحديث إسناد آخر صحيح عن عائشة: فرواه الدارقطني، ص: ٤٩، من طريق سعيد بن بشير، عن منصور، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة. ونقله عنه الزيلعي وابن التركماني. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ١: ٢٤٧، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط. وفيه سعيد بن بشير: وثقه شعبة وغيره، وضعفه يحيى وجماعة". و"سعيد بن بشير" رجحنا توثيقه في: ٥٤٣٩.