والحديث رواه أحمد في المسند ٤: ٢٨٢ (حلبي) ، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به. ورواه مسلم ٢: ١٠٠-١٠١، عن محمد بن المثنى (شيخ الطبري هنا) ، وعن محمد بن بشار - كلاهما عن محمد بن جعفر، به. ورواه أبو داود الطيالسي: ٧٠٥، عن شعبة، به. ورواه أحمد أيضا ٤: ٢٨٤، عن عفان و٢٩٩-٣٠٠، عن عبد الرحمن (وهو ابن مهدي) - كلاهما عن شعبة. ورواه البخاري ٦: ٣٤ (فتح) ، والدارمي ٢: ٢٠٩ - كلاهما عن أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة. وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه، رقم: ٤١ (بتحقيقنا) ، عن أبي خليفة، عن أبي الوليد الطيالسي، به. ورواه البخاري أيضًا ٨: ١٩٦ (فتح) ، عن حفص بن عمر، عن شعبة. وكذلك رواه البيهقي في السنن الكبرى ٩: ٢٣، بإسنادين، من طريق حفص بن عمر. وهذا كله عن أصل الحديث، حديث البراء. وأما الإسناد الآخر الملحق به هنا: "شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن رجل، عن زيد" - وهو ابن ثابت: فإنه في الحقيقة حديث آخر بإسناد آخر، فيه رجل مبهم. فيكون إسناده ضعيفًا. وحديث زيد بن ثابت -في نفسه- صحيح، وسيأتي: ١٠٢٣٩، ١٠٢٤٠. وأما من هذا الوجه الضعيف، فقد رواه مسلم أيضًا، تبعًا لحديث البراء هذا، كمثل صنيع الطبري هنا. وبالضرورة ليس هذا الإسناد على شرط الصحيح عند مسلم. وإنما ساقه تمامًا للرواية عن شعبة، كما سمعه. ومن العجب أن لم يتحدث عنه النووي في شرحه ١٣: ٤٢، ولم يذكر علته. ومن عجب أيضًا أن لم يذكره الحافظ المزي في باب (المبهمات) من تهذيب الكمال، ولا ذكره أحد من فروعه - مع أنه في صحيح مسلم بروايتين: "عن سعد بن إبراهيم، عن رجل، عن زيد"، و"عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن رجل، عن زيد". ثم لما نعرف هذا الرجل المبهم. وسعد: هو سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأبوه: من كبار التابعين، فمن المحتمل جدًا أن يكون شيخه الرجل المبهم هنا صحابيًا. ولكنا لا نستطيع ترجيح ذلك.