للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جنب =

وقد بيَّنا أن ذلك كذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته (١) .

* * *

وأما قوله:"أو على سفر" فإنه يقول: وإن كنتم مسافرين وأنتم جنب (٢) ="أو جاء أحد منكم من الغائط" يقول: أو جاء أحدكم وقد قضى حاجته فيه وهو مسافر. وإنما عنى بذكر مجيئه منه قضاء حاجته فيه (٣) .

= أو لامستم النساء" يقول أو جامعتم النساء وأنتم مسافرون. وقد ذكرنا اختلاف المختلفين فيما مضى قبل في"اللمس" وبينا أولى الأقوال في ذلك بالصواب فيما مضى بما أغنى عن إعادته (٤) .

* * *

فإن قال قائل: وما وجه تكرير قوله:"أو لامستم النساء" إن كان معنى"اللمس" الجماع، وقد مضى ذكر الواجب عليه بقوله:"وإن كنتم جنبا فاطّهروا

قيل: وجه تكرير ذلك أن المعنى الذي ألزمه تعالى ذكره من فرضه (٥) بقوله:"وإن كنتم جنبا فاطهروا" غيُر المعنى الذي ألزمه بقوله:"أو لامستم النساء" وذلك أنه بيَّن حكمه في قوله:"وإن كنتم جنبا فاطهروا" إذا كان له السبيل إلى الماء الذي يطهّره، ففرض عليه الاغتسال به (٦) ثم بيَّن حكمه إذا أعوزه الماء فلم يجد إليه السبيلَ وهو مسافر غير مريض مقيم، فأعلمه أن التيمم بالصعيد له حينئذ الطهور.

* * *


(١) انظر ما سلف ٨: ٣٨٥-٣٨٨.
(٢) انظر تفسير"على سفر" فيما سلف ٨: ٣٨٨.
(٣) انظر تفسير"الغائط" فيما سلف ٥: ٣٥٤/٨: ٣٨٨. وفي المطبوعة: "بعد قضاء حاجته"، وأثبت ما في المخطوطة، وكان فيها"فقد قضى".
(٤) انظر تفسير"الملامسة" و"اللمس" فيما سلف ٨: ٣٨٩-٤٠٦.
(٥) في المطبوعة: "أن المعنى الذي ذكره تعالى من فرضه"، وكان في المخطوطة: "أن المعنى الذي تعالى ذكره"، سقط منها"ألزمه"، استظهرتها من تمام الجملة.
(٦) في المطبوعة: "فرض" حذف الفاء، وهو خطل.

<<  <  ج: ص:  >  >>