(٢) الحديث ٥٧ - هذا الحديث ذكره الطبري مرة أخرى بهذا اللفظ نفسه في تفسير سورة النحل: ١٠٣، بغير هذه الزيادة التي وضعناها بين القوسين. وهو بغير هذه الزيادة يوهم أن الذي نزل فيه "إنما يعلمه بشر"، هو كاتب الوحي الذي افتتن. مع أنه أراد إن الذي قال "إنما يعلمه بشر" هو كاتب الوحي الذي افتتن: وصدر كلام الطبري في تفسير سورة النحل يقطع بذلك قال: "وقيل إن الذي قال ذلك رجل كاتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد عن الإسلام. ذكر من قال ذلك .. " ثم روى هذا الخبر، فنفى ما قدمه هذا الوهم الذي يشكل على قارئه في هذا المكان. وكاتب الوحي الذي ارتد هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري القرشي، وهو ليس بأعجمي، وإنما قالوا إنه هو الذي ذكره الله تعالى في قوله. "ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو قال أوحى إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله" [سورة الأنعام: ٩٣] وأما المعنى بقوله "إنما يعلمه بشر" فقد اختلفوا في تحقيقه، قالوا: قين بمكة نصراني يقال له بلعام، أو يعيش غلام لبني المغيرة، أو جبر النصراني غلام بني بياضة. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور ٤: ١٣١ وقال في صدره: "إن الذي ذكر الله في كتابه أنه قال: إنما يعلمه ... "، فأثبتنا الزيادة منه لذلك.