للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أباهم:"عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح" = وكان سيد العماليق إذ ذاك بمكة، فيما يزعمون رجلا يقال له معاوية بن بكر، وكان أبوه حيًّا في ذلك الزمان، ولكنه كان قد كبر، وكان ابنه يرأس قومه. وكان السؤدد والشرف من العماليق، فيما يزعمون، في أهل ذلك البيت. وكانت أم معاوية بن بكر، كلهدة ابنة الخيبري، رجلٍ من عادٍ، فلما قَحَطَ المطر عن عاد وجُهِدوا، (١) قالوا: جهزوا منكم وفدًا إلى مكة فليستسقوا لكم، فإنكم قد هلكتم! فبعثوا قيل بن عنز (٢) ولقيم بن هزّال بن هزيل، (٣) وعتيل بن صُدّ بن عاد الأكبر. (٤) ومرثد بن سعد بن عفير، وكان مسلمًا يكتم إسلامه، وجُلْهُمَة بن الخيبري، خال معاوية بن بكر أخو أمه. ثم بعثوا لقمان بن عاد بن فلان بن فلان بن صُدّ بن عاد الأكبر. فانطلق كل رجل من هؤلاء القوم معه رهط من قومه، حتى بلغ عدّة وفدهم سبعين رجلا. فلما قدموا مكة نزلوا على معاوية بن بكر، وهو بظاهر مكة خارجًا من الحرم، فأنزلهم وأكرمهم وكانوا أخواله وصِهْرَه. (٥)

= فلما نزل وفد عاد على معاوية بن بكر، أقاموا عنده شهرًا يشربون الخمر، وتغنِّيهم الجرادَتان = قينتان لمعاوية بن بكر. وكان مسيرهم شهرًا، ومقامهم شهرًا. فلما رأى معاوية بن بكر طُول مقامهم، وقد بعثهم قومُهم يتعوَّذون بهم من البلاء الذي أصابهم، (٦) شقَّ ذلك عليه، فقال: هلك أخوالي وأصهاري! وهؤلاء مقيمون


(١) "قحط المطر" (بفتحتين) و"قحط" (بالبناء للمجهول) : احتبس. و"القحطة" احتباس المطر، ولما كان احتباس المطر معقبًا للجدب، سمو الجدب قحطًا.
(٢) في المطبوعة"بن عنز"، وفي المخطوطة: "عتر"، وفي التاريخ"عثر" وسيأتي بعد في التاريخ"عنز".
(٣) في المطبوعة: "من هذيل"، وأثبت ما في المخطوطة، وهو مطابق لما في تاريخ الطبري.
(٤) في المطبوعة: "وعقيل بن صد"، وأثبت ما في المخطوطة، مطابقًا لما في التاريخ، وإن الذي في التاريخ هكذا: "وليقيم بن هزال بن هزيل بن عتيل بن ضد ... " و"ضد" بالضاد في التاريخ، وأظن الصاد أصح.
(٥) في المطبوعة: "وأصهاره"، وأثبت ما في المخطوطة، وهو مطابق لما في التاريخ.
(٦) "يتغوثون" في المطبوعة والتاريخ، وفي المخطوطة: "يتعوذون"، غير منقوطة، وهي صحيحة، فأثبتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>