للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حدثنا أسباط، عن السدي: (قد افترينا على الله كذبًا إن عدنا في ملتكم بعد إذن نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) ، يقول: ما ينبغي لنا أن نعود في شرككم بعد إذ نجانا الله منها، إلا أن يشاء الله ربنا، فالله لا يشاء الشرك، ولكن يقول: إلا أن يكون الله قد علم شيئًا، فإنه وسع كل شيء علمًا.

* * *

وقوله: (على الله توكلنا) ، يقول: على الله نعتمد في أمورنا وإليه نستند فيما تعِدوننا به من شرِّكم، أيها القوم، فإنه الكافي من توكَّل عليه. (١)

* * *

ثم فزع صلوات الله عليه إلى ربه بالدعاء على قومه= إذ أيس من فلاحهم، وانقطع رجاؤه من إذعانهم لله بالطاعة، والإقرار له بالرسالة، وخاف على نفسه وعلى من اتبعه من مؤمني قومه من فَسَقتهم العطبَ والهلكة= (٢) بتعجيل النقمة، فقال: (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) ، يقول: احكم بيننا وبينهم بحكمك الحقّ الذي لا جور فيه ولا حَيْف ولا ظلم، ولكنه عدل وحق= (وأنت خير الفاتحين) ، يعني: خير الحاكمين. (٣)

* * *

ذكر الفرَّاء أنّ أهلَ عُمان يسمون القاضي"الفاتح" و"الفتّاح". (٤)

وذكر غيره من أهل العلم بكلام العرب: أنه من لغة مراد، (٥) وأنشد لبعضهم بيتًا وهو: (٦)


(١) انظر تفسير"التوكل" فيما سلف ٧: ٣٤٦/ ٨: ٥٦٦/ ١٠: ١٠٨، ١٨٤.
(٢) السياق: " ... بالدعاء على قومه ... بتعجيل النقمة".
(٣) انظر تفسير"الفتح" فيما سلف ٢: ٢٥٤/ ١٠: ٤٠٥.
(٤) انظر معاني القرآن للفراء ١: ٣٨٥.
(٥) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن ١: ٢٢٠، ٢٢١.
(٦) هو الأسعر الجعفي، أو محمد بن حمران بن أبي حمران.

<<  <  ج: ص:  >  >>