للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يمتنع من أحد. وقلَّما رأيت أحدًا يكثر الاهتمامَ بالذنب إلا واقعه، (١) فجعلوا يَهتمُّون ويمْسِكون، حتى أخذوه، فأكلوا أوْخَم أكلة أكلها قوم قطُّ، (٢) أبقاه خزيًا في الدنيا، وأشدُّه عقوبة في الآخرة! (٣) وايم الله، [ما حوتُ أخذه قوم فأكلوه، أعظم عند الله من قتل رجل مؤمن] ! (٤) وللمؤمن أعظم حرمة عند الله من حوت، ولكن الله جعل موعدَ قومٍ الساعة (وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) ، [سورة القمر: ٤٦] .

١٥٢٨٥- حدثني يونس قال، أخبرنا سفيان، عن أبي موسى، عن الحسن قال: جاءتهم الحيتان تشرع في حياضهم كأنها المخاض، (٥) فأكلوا والله أوخم أكلة أكلها قوم قط، (٦) أسوأه عقوبة في الدنيا، وأشدُّه عذابًا في الآخرة!

وقال


(١) (١) ((الاهتمام)) ، يريد: الهم به، لا من ((الاهتمام)) بمعنى الاغتمام والحزن. وهو صريح القياس: ((اهتم بالأمر)) ، بمعنى ((هم به)) ، ولم تذكرها معاجم اللغة.
(٢) (٢) استعمال ((قط)) مع غير النفي، أعنى في المثبت، مما أنكروه، وقد جاء في الكلام كثيراً، ونبه إليه ابن مالك في مشكلات الجامع الصحيح: ١٩٣، قال: ((وفي قوله: ونحن أكثر ما كنا قط، استعمال قط غير مسبوقة بنفي، وهو مما خفي على كثير من النحويين. لأن المعهود استعمالها لاستغراق الزمان الماضي بعد نفي، نحو: ما فعلت ذلك قط وقد جاءت في هذا الحديث دون نفي. وله نظائر)) . وانظر الخبر الآتي رقم ١٥٢٨٥.
(٣) (٣) قوله: ((أبقاه خزياً)) ، أعاد الضمير مع ((أفعل)) التفضيل بالإفراد والتذكير، وهي عائدة إلى ((أكلة)) ، وهي مؤنثة، وذلك صريح العربية، وقد مضت الإشارة إلى ذلك فيما سلف ٥: ٤٨٨، تعليق: ١: ٥: ٥٥٧، تعليق ١ / ٦: ٣٩٥، ٣٩٦، تعليق: ٢ / ٧: ٨٧، تعليق: ٤ والأثر رقم: ١٤٨١٣. وكان في المطبوعة: ((أثقله خزياً)) ، والصواب من الدر المنثور ٣: ١٣٨، وفي المخطوطة: ((أبقى خزياً في الدنيا، وأشد عقوبة في الآخرة)) .
(٤) (٤) هذه الجملة التي بين القوسين في المطبوعة، ولم ترد في المخطوطة، ولا في الدر المنثور ٣: ١٣٨، ونصها في المخطوطة: ((وايم الله، للمؤمن أعظم حرمة)) ، فلا أدرى، أهي زيادة من ناسخ لنسخة أخرى، أم سقطت من ناسخ نسختنا.
(٥) (٥) في المخطوطة: ((كأنها المحاصر)) ، كما سلف في الخبر السالف، انظر ص ١٩٦، تعليق: ٤
(٦) (٦) انظر التعليق السالف رقم: ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>