(٢) الأثر: ١٥٣٧٥ - خرجه السيوطي في الدر المنثور ١: ١٤٤، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة. (٣) الأثر: ١٥٣٧٦- رواه ابن عبد البر في التمهيد (ملحق بكتاب التقصي: ٣٠١ من طريق قاسم بن أصبغ عن محمد بن الجهم، عن روح بن عبادة عن موسى بن عبيدة، وخرجه السيوطي في الدر المنثور ١: ١٤٠ وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة. (٤) في رواية أخرى ((أم قد مضى القضاء)) . (٥) قوله: ((أفاض بهم في كفه)) : بسطهم متفرقين منبثين. وأصله، من: ((أفاض الضارب بالقداح)) ، إذا أجالها وضرب بها، فوقعت منبثة متفرقة. وقد جاء هذا اللفظ في خبر عباس: ((اخرج الله ذرية آدم من ظهره، فأفاضهم إفاضة القدح)) ، وهي الضرب به وإجالته عند القمار. وقد جاء في رواية الطبراني لهذا الخبر (مجمع الزوائد ٧: ١٨٦) : ((ثم نثرهم في كفيه، أو كفه)) . (٦) الأثر: ١٥٣٧٧ - رواه أبو جعفر بأربعة أسانيد، هذا، والذي يليه إلى رقم، ١٥٣٨٠. وهو خبر قد نصوا قديماً على أنه مضطرب الإسناد. واضطرابه من وجوه سأبينها بعد: إن شاء الله، في هذا الموضع. ((أحمد بن الفرج بن سليمان الكندي الحمصي)) ، ((أبو عتبة)) يعرف بالحجازي. ورد بغداد غير مرة، وحدث بها عن بقية بن الوليد، وغيره. روى عنه عبد الله بن أحمد ابن حنبل، وابن جرير، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وغيرهم، وكتب عنه ابن أبي حاتم، وقال: ((محله عندنا الصدق)) . قال ابن عدي: ((كان محمد بن عوف الطائي، يضعفه، ومع ضعفه يكتب حديثه)) . قال محمد بن عوف الطائي: ((الحجازى كذاب ... وليس عنده في حديث بقية بن الوليد عن الزبيدي، أصل. هو فيها أكذب خلق الله. إنما هي أحاديث وقعت إليه في ظهر قرطاس كتاب صاحب حديث، في أولها مكتوب: حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال حدثنا بقية)) ، ثم رماه بأشياء. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ((يخطئ وهو مشهور بكنيته)) . ومع ذلك، فهذا الخبر الذي رواه عنه أبو جعفر، رواه بعده عن محمد بن عوف الطائي وغيره، فما قيل فيه لا يضر. مترجم في التهذيب، وابن أبي حاتم ١ / ١ / ٦٧، وتاريخ بغداد ٤: ٣٣٩ - ٣٤١، وقد مضى برقم: ٦٨٩٩، بروايته عن بقية بن الوليد، ولم يترجم هناك. و ((بقية بن الوليد الحمصي)) ، ثقة، تكلموا فيه من أجل تدليسه، فإذا صرح بالسماع كانت روايته صحيحة، وقد صرح بها في هذا الأثر، ولم يصرح في الذي يليه. وقد مضى برقم: ١٥٣، ٥٥٦٣، ٦٥٢١، ٦٨٩٩، ٩٢٢٤، وغيرها. و ((الزبيدي)) هو ((محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي الحمصي)) ، ثقة، روى له الشيخان. مضى برقم: ٦٦٥٦، ٦٨٩٩. و ((راشد بن سعد المقرئي الحبراني الحمصي)) ، وثقه ابن سعد، وابن معين وغيرهما. وقال أحمد: ((لا بأس به)) ، وقال الدارقطني: ((يعتبر به إذا لم يحدث عن متروك)) . وشذ ابن حزم فضعفه. وذهبت عين راشد بن سعد في يوم صفين، وتوفي سنة ١٠٨. مترجم في التهذيب، وابن سعد٧/٢/١٦٢، والكبير ٢/١/٢٦٦، وابن أبي حاتم ١ / ٢ / ٤٨٣، وميزان الاعتدال ١: ٣٣١، ومختصر تاريخ ابن عساكر ٥: ٢٨٩. ومن عند رواية راشد بن سعد يبدأ الاضطراب في إسناد الخبر، وفي نسبة بعض رجاله، والاختلاف في لفظه. وهذه هي أسانيده التي وقعت لي، جمعتها مع ذكر موضع كل إسناد: ١ - الزبيدي، عن راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة النصري، عن أبيه، عن هشام بن حكيم = الطبري: ١٥٣٧٧ - ١٥٣٧٩ / الكبير للبخاري ٤/٢/١٩١، ١٩٢ / إسحق بن راهويه، في ((شفاء العليل)) لابن القيم: ١٠ / ابن كثير ٣: ٥٨٨. ٢ - الزبيدي، عن راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة النصري، عن هشام بن حكيم = الآجري في الشريعة: ١٧٢. ٣ - معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة، عن هشام بن حكيم = الطبري: ١٥٣٨٠ ٤ - معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة السلمي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم = ابن سعد ١ / ١ / ٩ ثم ٧/٢/١٣٥ = المسند ٤: ١٨٦ / المستدرك ١: ٣١ / أسد الغابة ٣: ٣١٩ / الإصابة ٤: ١٧٩، في ترجمة عبد الرحمن بن قتادة. ٥ - الزبيدي، ... عن عبد الرحمن بن قتادة، عن أبيه، وهشام بن حكيم = الإصابة ٤: ١٧٩، غير مبين تمام إسناده، ولكنه عن راشد بن سعد بلا شك. فالأسانيد الثلاثة الأولى، والإسناد الخامس، رواية الخبر فيها عن هشام بن حكيم، أو عن قتادة النصري. واختلف الزبيدي على راشد بن سعد، فقال مرة: ((عبد الرحمن بن قتادة، عن أبيه، عن هشام)) وقال مرة أخرى: ((عبد الرحمن بن قتادة، عن هشام)) ، وأسقط ذكر ((عن أبيه)) . وأما معاوية بن صالح، فاختلف على راشد بن سعد، فقال مرة: ((عبد الرحمن بن قتادة عن هشام بن حكيم)) ، كإسناد الزبيدي الثاني، وقال مرة أخرى: ((عبد الرحمن بن قتادة السلمي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله) . قال ابن حجر: ((وأعل البخاري الحديث: بأن عبد الرحمن إنما رواه عن هشام بن حكيم. هكذا رواه معاوية بن صالح وغيره عن راشد بن سعد. وقال معاوية مرة أن عبد الرحمن قال: سمعت، وهو خطأ. ورواه الزبيدي، عن عبد الرحمن بن قتادة، عن أبيه، وهشام بن حكيم. وقيل عن الزبيدي: عبد الرحمن، عن أبيه، عن هشام)) (الإصابة ٤: ١٧٩) . أما الاختلاف الثاني في نسبة بعض رجاله، فإن الذي جاء في الإسناد الأول والثاني: ((عبد الرحمن بن قتادة النصري)) . ثم جاء في الإسناد الرابع ((عبد الرحمن بن قتادة السلمي)) ، ولم يذكر في ترجمة ((عبد الرحمن بن قتادة السلمي)) الصحابي أنه يقال له: ((النصري)) ، وسيتبين ذلك في الكلام بعد عن رجال الإسناد. أما الاختلاف الثالث، ففي لفظة. فهذا اللفظ الذي رواه أبو جعفر الطبري هنا برقم ١٥٣٧٧، رواه بنحوه البخاري في الكبير ٤/٢/١٩١، ١٩٢، والآجري في كتاب الشريعة: ١٧٢، وإسحق ابن راهويه (شفاء العليل:١٠) ، ومجمع الزوائد ٧: ١٨٦، والدر المنثور ١: ١٤٣، وزاد نسبته إلى البزار والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في الأسماء والصفات، وكل ذلك عن هشام بن حكيم. وقال الهيثمى في مجمع الزوائد، وذكر هذا الخبر بلفظه، عن هشام بن حكيم، ثم قال: ((رواه البزار، والطبراني. وفيه بقيه بن الوليد، وهو ضعيف، ويحسن حديثه بكثرة الشواهد. وإسناد الطبراني حسن)) . وأما اللفظ الثاني: فهو عبد الرحمن بن قتادة السلمي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أن الله عز وجل خلق آدم، ثم اخذ الخلق من ظهره. وقال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي.فقال قائل: يا رسول الله، فعلى ماذا نعمل؟ قال: على مواقع القدر)) وبهذا اللفظ ونحوه عن عبد الرحمن بن قتاده السلمي الصحابي، رواه احمد في المسند ٤: ١٨٦، وابن سعد في الطبقات ١ / ١/ ٩ ثم ٧ / ٢ / ١٣٥ = ثم ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٢ /٢ / ٢٧٦ = ثم الحاكم في المستدرك ١: ٣١ / مجمع الزوائد ٧: ١٨٦ / الإصابة ٤: ١٧٩ / تعجيل المنفعة: ٢٥٥، ٢٥٦ / الدر المنشور ١: ١٤٤، ١٤٥، ونسبه إلى ابن سعد وأحمد. قال الحاكم في المستدرك: ((هذا حديث صحيح، قد اتفقا على الاحتجاج برواته عن آخرهم إلى الصحابة. وعبد الرحمن بن قتادة من بنى سلمة، من الصحابة. وقد احتجا جميعاً بزهير بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس له راو غير أبي عثمان النهدى، وكذلك احتج البخاري بحديث أبي سعيد بن المعلى، وليس له راو غير حفص بن عاصم)) . ووافقه الذهبي. وأما الهيثمى في مجمع الزوائد فقال: ((رواه أحمد، ورجاله ثقات)) ، يعنى الإسناد الرابع الذي ذكرناه، باللفظ الثاني. * * * ثم نقضي إلى القول في ((عبد الرحمن بن قتادة)) . فهو في الإسناد الأول والثاني ((عبد الرحمن بن قتادة النصري)) ، يروى عن أبيه، عن هشام، الحديث باللفظ الأول، ولا يظهر من إسناده أنه صحابي، فإن كان صحابياً، فهو صحابي، يروى عن صحابي، عن صحابي، وهو غريب نادر. فإذا صح ما قاله البخاري أن الراوي هو عبد الرحمن عن هشام، وان قوله: ((عن أبيه)) زيادة، فهو رواية صحابي عن صحابي. ويحتمل أن يكون ((عبد الرحمن بن قتادة النصري)) ، تابعياً. ولكن لم يبين أحد أن ((عبد الرحمن بن قتادة النصري)) ، غير ((عبد الرحمن بن قتادة السلمي)) ، و ((السلمي)) ، صحابي، كما جاء في نص الإسناد الرابع. وترجم للصحابي ((عبد الرحمن بن قتادة السلمي)) : ابن سعد ٧ / ٢ / ١٣٥ ثم ابن أبي حاتم ٢ / ٢ / ٢٧٦ وقال بعد: ((روى عن هشام بن حكيم، روى عنه راشد بن سعد = ثم الاستيعاب: ٣٩٨ / وأسد الغابة ٣: ٣١٩ / وتعجيل المنفعة: ٢٥٥ / والإصابة ٤٥: ١٧٩. ولم يذكر أحد منهم أن هذا ((السلمي)) يقال له ((النصري)) . وهذا غريب أيضا. ثم إنهم ترجموا لأبيه ((قتادة النصري)) في الكبير ٤ / ١ / ١٨٥، وقال: ((سمع هشام بن حكيم، روى عنه ابنه عبد الرحمن)) ، وابن أبي حاتم ٣ / ٢ / ١٣٥، وقال مثله. أما ((قتادة السلمي)) ، فلم يذكر الموضعين، بل جاء ذكره في ترجمة ((هشام بن حكيم)) في التهذيب، والإصابة. وهذا غريب أيضاً. ((ونسبة السلمي)) ، مضبوطة بالقلم في ابن سعد وغيره بضم السين وفتح اللام، نسبة إلى ((سليم ابن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان)) وأما الحاكم في المستدرك، فقد بين أنه من ((بني سلمة)) (بفتح السين وكسر اللام) والنسبة إليها ((السلمي)) (بفتحتين) ، وهم من الأنصار. وسواء أكان هذا أو ذاك، فلا أدري كيف يكون ((نصرياً)) من كان من هذه أو تلك. و ((النصري)) فيما أرجح، إنما هو نسبة إلى ((نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة)) ، وهم من أبناء عمومة ((سليم بن منصور)) فجائز أن يكون ((عبد الرحمن بن قتادة)) من بني ((سليم ابن منصور)) ، دخل في بني عمومته ((نصر بن معاوية)) فنسب إليهم أيضاً. ولا حجة لى في ذلك، كما لم أجد حجة لما قاله الحاكم في المستدرك. وقد أطلت في بيان هذا الاضطراب، لأضبطه بعض الضبط. وبعد ذلك كله، فمعنى الحديث صحيح، مروى عن جماعة من الصحابة بأسانيد ليس فيها هذا الاضطراب. وهو اضطراب قديم، كما نصوا على ذلك فيما نقلت آنفاً.