عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [سورة التوبة: ١٢٨، ١٢٩] فاستعرضت المهاجرين، فلم أجدها عند أحد منهم، ثم استعرضت الأنصارَ أسألهم عنها فلم أجدها عند أحد منهم، حتى وجدتها مع رَجل آخر يدعى خُزيمة أيضًا، فأثبتها في آخر "براءة"، ولو تمَتْ ثلاثَ آيات لجعلتها سورة على حِدَةٍ. ثم عرضته عرضةً أخرى، فلم أجد فيه شيئًا، ثم أرسل عثمان إلى حفصة يسألها أن تعطيه الصحيفة، وحلف لها ليردنها إليها فأعطته إياها، فعرض المصحف عليها، فلم يختلفا في شيء. فردَّها إليها، وطابت نفسه، وأمرَ الناس أن يكتبوا مصاحفَ. فلما ماتت حفصةُ أرسل إلى عبد الله بن عمر في الصحيفة بعزمة، فأعطاهم إياها فغسلتْ غسلا (١) .
٦٠- وحدثني أيضًا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عُمارة بن غَزِية، عن ابن شهاب، عن خارجة ابن زيد، عن أبيه زيد بن ثابت، بنحوه سواء.
٦١- حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عُلَية، قال: حدثنا أيوب، عن أبي قِلابة، قال: لما كان في خلافة عثمان، جعل المعلِّم يعلِّم قراءة
(١) الحديث ٥٩، ٦٠- قال ابن حجر في فتح الباري ٩: ٩-١٩، وذكر رواية الطبري مفرقة في شرح الباب في أول "باب جمع القرآن"، في شرح حديث جمع القرآن الذي رواه البخاري من طريق ابن شهاب عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت: "هذا هو الصحيح عن الزهري، أن قصة زيد ابن ثابت مع أبي بكر وعمر، عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت، وقصة حذيفة مع عثمان عن أنس ابن مالك، وقصة فقد زيد بن ثابت الآية من سورة الأحزاب في رواية عبيد بن السباق عن خارجة بن زيد ابن ثابت عن أبيه. وقد رواه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن الزهري، فأدرج قصة آية سورة الأحزاب في رواية عبيد بن السباق"، ثم قال عن هذا الخبر الذي رواه الطبري: "وأغرب عمارة بن غزية فرواه عن الزهري فقال: عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه، وساق القصص الثلاث بطولها: قصة زيد مع أبي بكر وعمر، ثم قصة حذيفة مع عثمان أيضًا، ثم قصة فقد زيد بن ثابت الآية من سورة الأحزاب. أخرجه الطبري. وبين الخطيب في "المدرج" أن ذلك وهم منه، وأنه أدرج بعض الأسانيد على بعض".