للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زائدة في الكلام صلةَ توكيدٍ، كزيادة "ما"، ولا تزاد إلا في كل فعل لا يستغني عن خبر، وليس هو بصفة، ل "هذا"، لأنك لو قلت: "رأيت هذا هو"، لم يكن كلامًا. ولا تكون هذه المضمرة من صفة الظاهرة، ولكنها تكون من صفة المضمرة، نحو قوله: ((وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ)) [سورة الزخرف: ٧٦] و ((خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا)) [سورة المزمل: ٢٠] .

لأنك تقول: "وجدته هو وإياي"، فتكون "هو" صفة. (١)

وقد تكون في هذا المعنى أيضا غير صفة، ولكنها تكون زائدة، كما كان في الأول. وقد تجري في جميع هذا مجرى الاسم، فيرفع ما بعدها، إن كان بعدها ظاهرًا أو مضمرًا في لغة بني تميم، يقولون في قوله:"إن كان هذا هو الحق من عندك"، "ولكن كانوا هم الظالمون"، (٢) و "تجدوه عند الله هو خيرٌ وأعظم أجرًا" (٣) كما تقول: "كانوا آباؤهم الظالمون"، جعلوا هذا المضمر نحو "هو" و "هما" و "أنت" زائدًا في هذا المكان، ولم تجعل مواضع الصفة، لأنه فصْلٌ أراد أن يبين به أنه ليس ما بعده صفةً لما قبله، ولم يحتج إلى هذا في الموضع الذي لا يكون له خبر.

* * *

وكان بعض الكوفيين يقول: لم تدخل "هو" التي هى عماد في الكلام، (٤) إلا لمعنى صحيح. وقال: كأنه قال: "زيد قائم"، فقلت أنت: "بل عمرو هو القائم" ف "هو" لمعهود الاسم، و"الألف واللام" لمعهود الفعل، (٥) [" والألف واللام"] التي هي صلة في الكلام، (٦) مخالفة لمعنى "هو"، لأن دخولها وخروجها واحد


(١) " الصفة "، هو " ضمير الفصل "، وانظر التعليق التالي رقم: ٤.
(٢) في المطبوعة: " هم الظالمين "، خالف المخطوطة وأساء.
(٣) في المطبوعة والمخطوطة: " هو خيرًا "، ولا شاهد فيه، وصوابه ما أثبت.
(٤) " العماد "، اصطلاح الكوفيين، والبصريون يقولون: " ضمير الفصل "، ويقال له أيضًا: " دعامة " و " صفة ". انظر ما سلف ٢: ٣١٢، تعليق ٢، ثم ص ٣١٣، ٣٧٤ \ ثم ٧: ٤٢٩، تعليق: ٢.
(٥) " الفعل "، يعني الخبر.
(٦) ما بين القوسين، مكانه بياض في المخطوطة، ولكن ناشر المطبوعة ضم الكلام بعضه إلى بعض. وأثبت ما بين القوسين استظهارًا، وكأنه الصواب إن شاء الله. وقوله: " صلة "، أي: زيادة، انظر تفسير ذلك فيما سلف ١: ١٩٠، ٤٠٥، ٤٠٦، ٥٤٨ \ ٤: ٢٨٢ \ ٥: ٤٦٠، ٤٦٢ \ ٧: ٣٤٠، ٣٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>