للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وشفى صدور المؤمنين منهم. (١)

١٦١٧٢ - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثني ابن إسحاق = في حديث ذكره = قال، حدثني محمد بن مسلم، وعاصم بن عمر، (٢) وعبد الله بن أبي بكر، ويزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير وغيره من علمائنا، عن ابن عباس قال: لما رأى أبو سفيان أنه أحرز عِيره، أرسل إلى قريش: إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم، فقد نجاها الله، فارجعوا! فقال أبو جهل بن هشام: والله لا نرجع حتى نرد بدرًا = وكان "بدر" موسمًا من مواسم العرب، يجتمع لهم بها سوق كل عام = فنقيم عليه ثلاثًا، وننحر الجُزُر، ونطعم الطعام، ونسقي الخمور، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب، فلا يزالون يهابوننا أبدًا، فامضوا. (٣)

١٦١٧٣ - قال ابن حميد حدثنا سلمة قال، قال ابن إسحاق: "ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرًا ورئاء الناس"، أي: لا تكونوا كأبي جهل وأصحابه الذين قالوا: "لا نرجع حتى نأتي بدرًا، وننحر الجزر، ونسقي بها الخمر، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب، فلا يزالون يهابوننا"، أي: لا يكونن أمركم رياءً ولا سمعة، ولا التماس ما عند الناسَ، وأخلصوا لله النية والحِسْبة في نصر دينكم، وموازرة نبيكم، أي: لا تعملوا إلا لله، ولا تطلبوا غيره. (٤)

١٦١٧٤ - حدثني محمد بن عمارة الأسدي قال، حدثنا عبيد الله بن موسى قال، أخبرنا إسرائيل= وحدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال،


(١) الأثر: ١٦١٧١ - هذا من كتاب عروة بن الزبير إلى عبد الملك بن مروان، الذي خرجته آنفًا من تاريخ الطبري مجموعًا برقم: ١٦٠٨٣. وهذا القسم في تاريخ الطبري ٢: ٢٦٩.
(٢) في المطبوعة والمخطوطة: " عاصم بن عمرو "، وهو خطأ، إنما هو " عاصم بن عمر بن قتادة) ، سلف مرارًا، وانظر سيرة ابن هشام ٢: ٢٥٧.
(٣) الأثر: ١٦١٧٢ - سيرة ابن هشام ٢: ٢٧٠، وتاريخ الطبري ٢: ٢٧٦، من أثر طويل.
(٤) الأثر: ١٦١٧٣ - سيرة ابن هشام ٢: ٣٢٩، وهو تابع الأثر السالف رقم: ١٦١٦٩. وفي لفظه اختلاف يسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>