للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قال قائل: وأين الخبر عن أن الله جل ثناؤه أمرهم بذلك لذلك؟ قيل: ترك ذلك اكتفاء بدلالة ما ذكر من الكلام الدال عليه - نحو الذي ذكرنا من نظائر ذلك فيما مضى. ومعنى الكلام: فقلنا: اضربوه ببعضها ليحيا، فضربوه فحيي - كما قال جل ثناؤه: (أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ) [الشعراء: ٦٣] ، والمعنى: فضرب فانفلق - دل على ذلك قوله: (١) (كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون) .

* * *

القول في تأويل قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى}

قال أبو جعفر: وقوله: (كذلك يحيى الله الموتى) ، مخاطبة من الله عباده المؤمنين، واحتجاج منه على المشركين المكذبين بالبعث، وأمرهم بالاعتبار بما كان منه جل ثناؤه من إحياء قتيل بني إسرائيل بعد مماته في الدنيا. فقال لهم تعالى ذكره: أيها المكذبون بالبعث بعد الممات، اعتبروا بإحيائي هذا القتيل بعد مماته، فإني كما أحييته في الدنيا، فكذلك أحيي الموتى بعد مماتهم، فأبعثهم يوم البعث.

وإنما احتج جل ذكره بذلك على مشركي العرب، (٢) وهم قوم أميون لا كتاب لهم، لأن الذين كانوا يعلمون علم ذلك من بني إسرائيل كانوا بين أظهرهم، وفيهم نزلت هذه الآيات، فأخبرهم جل ذكره بذلك، ليتعرفوا علم من قِبَلَهم.

* * *


(١) في المطبوعة: "يدل على ذلك قوله. . "، وليست بشيء.
(٢) في المطبوعة: "فإنما احتج. . "، والفاء ليست بشيء هنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>