١٨٤٨٦- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:(بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين) ، قال:"الهلاك "، في العذاب، و"البقية" في الرحمة.
* * *
قال أبو جعفر: وإنما اخترت في تأويل ذلك القولَ الذي اخترته، لأن الله تعالى ذكره إنما تقدم إليهم بالنهي عن بَخس الناس أشياءهم في المكيال والميزان، وإلى ترك التطفيف في الكيل والبخس في الميزان دعاهم شعيب، فتعقيب ذلك بالخبر عما لهم من الحظّ في الوفاء في الدنيا والآخرة، أولى = مع أن قوله:(بقية) ، إنما هي مصدر من قول القائل "بقيت بقية من كذا"، فلا وجه لتوجيه معنى ذلك إلا إلى: بقية الله التي أبقاها لكم مما لكم بعد وفائكم الناس حقوقهم خير لكم من بقيتكم من الحرام الذي يبقى لكم من ظلمكم الناس ببخسهم إياهم في الكيل والوزن.
* * *
وقوله:(وما أنا عليكم بحفيظ) ، يقول: وما أنا عليكم، أيها الناس، برقيب أرقبكم عند كيلكم ووزنكم، هل توفون الناس حقوقهم أم تظلمونهم؟ (١) وإنما عليّ أن أبلغكم رسالة ربّي، فقد أبلغتكموها.
* * *
(١) انظر تفسير " حفيظ " فيما سلف ص ٣٦٥، تعليق: ٣، والمراجع هناك.