قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قولُ من قال: عنى بالحين، في هذا الموضع، غدوةً وعشيةً، وكلَّ ساعة، (١) لأن الله تعالى ذكره ضَرَب ما تؤتي هذه الشجرة كلَّ حين من الأكل لعمل المؤمن وكلامِه مثلا ولا شك أن المؤمن يُرفع لهُ إلى الله في كلّ يوم صالحٌ من العمل والقول، لا في كل سنة، أو في كل ستة أشهر، أو في كل شهرين. فإذا كان ذلك كذلك، فلا شك أن المَثَل لا يكون خِلافًا للمُمَثَّل به في المعنى. وإذا كان ذلك كذلك، كان بَيّنًا صحةُ ما قلنا.
فإن قال قائل: فأيُّ نخلة تؤتي في كل وقت أكلا صيفًا وشتاء؟ قيل: أما في الشتاء، فإن الطَّلْع من أكُلها، وأما في الصيف فالبَلَح والبُسْرُ والرُّطَب والتَّمرُ، وذلك كله من أكلها.
* * *
وقوله:(تؤتي أكلها) ، فإنّه كما:-
٢٠٧٣٤ - حدثنا به محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) ، قال: يؤكل ثمرها في الشتاء والصيف.
٢٠٧٣٥ - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:(تؤتي أكلها كل حين) ، قال: هي تؤكل شتاءً وصيفًا.
٢٠٧٣٦ - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) ، يصعد عملُه، يعني عَمل المؤمن مِن أوّل النهار وآخره.
(١) انظر تفسير " الحين " فيما سلف ١: ٥٤٠/١٢: ٣٥٩/١٦: ٩٢: ٩٤.