للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحمدُ قولَ الإصمعي بأنَّه لا وجهَ له، وإنَّما هي الذَّبْح نفسُه، قال أبو عمرو وهذا أولى وأقربُ إلى الصَّواب، واحْتَجَّ له بعضُهم بأنْ "عَقَّ": لغةً قَطَعَ انتهى (١).

قلتُ: لكن حديثَ: "مَعَ الغُلامِ عَقِيْقَتُه" يؤيِّد قولَ الإصمعي فتأمَّلْ. والله أعلم.

• قوله: "عَنِ الْغُلامِ شَاتَانِ": هو مبتدأ وخبرٌ، والجملةُ بيانُ الأمر بتقدير "قال"، كأنَّه قيل كيفَ أمرَهم؟ فقالَتْ: قال: "عَنِ الْغُلامِ شاتَانِ" وخبرُ الشَّارع في المَعنى أوكَدُ من الأمر.

• وقوله: "مُتكَافِئَتَانِ": - بِهَمزة - أي: مُتَساوِيتان في الشدَّةِ بمعنى أنَّه لا يَنْزل سِنُّهما عن سِنِّ أدْنَى ما يُجْزئ في الأضْحِيَّة. وقيل: متساويتان أو متقاربتان وهو - بكسر الفاء - كافَأه إذا سَاوَاه. قال الخطَّابي: والمحدِّثون يفتحون الفَاء وأرَاه أولى؛ لأنَّه يريدُ شَاتَيْن قد سُوِّي بينَهما، أي: مُسْتَوى بينَهما، وأما - بالكسر - فمعناه يُسَاويَان، فيحتاجُ إلى شَيءٍ آخَر يُسَاوِيَانِه، وأمَّا لو قيل: مُتكَافِئَتان لكان الكسر أولى (٢). وقال الزَّمخشري (٣): لا فرقَ بينَ الفتح والكسر؛ لأنَّ كلَّ واحدةٍ


(١) راجع: عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي لابن العربي: ٦/ ٢٤٨.
(٢) راجع: غريب الحديث للإمام أبي سليمان حمد بن إبراهيم الخطابي البستي: ١/ ٦٠٥.
(٣) هو: أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشري المعتزلي، الإمام الكبير في التفسير والحديث والنحو واللغة وعلم البيان، ولد بـ "زمخشر" من قرى "خوارزم" في رجب سنة سبع وستين وأربع مئة، وتوفي بخوارزم ليلة عرفة سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة. سافر إلى مكة وجاور بِها زمانا، فصار يقال له: "جار الله"، ورحل إلى بغداد ومصر، ولقي بِها العلماء الأفاضل، وصنف التصانيف البديعة، منها: "الكشاف في تفسير القرآن"، "والفائق في غريب الحديث"، و"أساس البلاغة" في اللغة ودون ذلك من التصانيف الرائعة. راجع لترجمته: المنتظم: ١٨/ ٣٧، وفيات الأعيان: ٥/ ١٦٨، سير أعلام النبلاء: ٢٠/ ١٥١، تاج التراجم: ٢٩١، لسان الميزان: ٨/ ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>