للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• قوله: "أَرْبَعِينَ صَبَاحًا": قال السُّيوطيُّ (١): ذُكِر في حكمةِ ذلك أنَّها تَبْقَى في عُرُوْقِه وأعْضَائِه أربعينَ يومًا نقله ابنُ القيم (٢).

• قوله: "لَمْ يَتُبِ اللهُ عَلَيْهِ": لأنَّه كنايةٌ عن أنَّ اللهَ تعالى لا يُوفِّقُه للتَّوبةِ على وَجْهِها فلا يَقْبَل التوبةَ منه لذلك، أو لا يُوَفَّقُ للتَّوبهِ به أصلًا على أنَّ معنى "إنْ تَابَ" أوادَ أنْ يتوبَ، ومثله قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ﴾ (٣).

وقال ابنُ العربي: وهذا مِمَّا لم يثْبُتْ ولا يُعَوَّل عليه فإنَّ اللهَ قد مَدَّ التَّوبةَ


(١) راجع: قوت المغتذي على جامع الترمذي للسيوطي: ١/ ٤٦٠.
(٢) هو: الشيخ الكبير، الإمام العلامة، المجتهد المطلق، المصنف المشهور، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حَريز الزَّرعي ثم الدمشقي، الفقيه الحنبلي، المفسر، النحوي، الأصولى، المتكلم، الشهير بـ"ابن قيم الجوزية"، ولد سنة إحدى وتسعين وست مائة، سمع الشهاب النابلسي وجماعة كثيرة دونَه، واشتغل بالعلم، وبرع في علوم متعددة، وتبَّحر فيها، وفاق الأقران، واشتهر في الآفاق، ولازم الشيخ تقي الدين ابن تيمية، وغلب عليه حُبُّه حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله، بل ينتصر له في جميع ذلك، واعتُقِل مع ابن تيمة وأهِين، فلمَّا مات ابن تيمية أفْرِجَ عنه. وكان ذا عبادةٍ وتهَجُّدٍ، وطُول صلاةٍ إلى الغاية القُصوى، وتألُّهٍ، ولَهْجٍ بالذِّكر، وشَغفٍ بالمحبَّة والإنابة، والافتقار إلى اللّه تعالى والانكسار له، والاطِّراح بين يديه على عتبةِ عُبودِيَّتِه. وله تصانيف كثيرة، منها: "تهذيب سنن أبي داود وإيضاح مشكلاته"، و"منازل السائرين" وشرحه "مراحل السائرين"، و"بدائع الفوائد"، و"طرق السعادتين"، و"القضاء والقدر"، وكتاب "الداء والدواء"، و"زاد المعاد في هدي خير العباد"، و"جلاء الأفهام وفي الصلاة والسلام على خير الأنام"، وغير ذلك، وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف. توفي في الثالث عشر من رجب سنة إحدى وخمسين وسبع مائة. راجع لترجمته: شذرات الذهب: ٨/ ٢٨٧، الوافي بالوفيات: ٢/ ١٩٥، البداية والنهاية: ١٨/ ٥٢٣، الدرر الكامنة: ٣/ ٤٠٠، والبدر الطالع: ٢/ ١٤٣.
(٣) آل عمران: ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>