للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وقوله: "الأمَانَة": قيل: المرادُ بِها التَّكاليفُ والعهدُ المأخوذُ المذكورُ في قوله تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ﴾ (١) وهي عينُ الإيمانِ بدليلِ آخرِ الحديثِ "وَمَا فِي قَلْبِهِ حَبَّةٌ مِنْ إِيمَانٍ"، والأظهرُ حَمْلُها على ظاهِرها بدليلِ "ويُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ لا يَكَادُ أَحَدُهُمْ يُؤَدِّي الأمَانَةَ" ويكونُ وضعُ الإيمانِ موضِعَها تفخيمًا لشأنِها لحديثِ "لا دِيْنَ لِمَنْ لَا أمَانَةَ لَهُ" (٢).

• قوله: "جَذْر قُلُوبِ الرِّجَالِ": الجَذْرُ - بفتح الجيم وكسرها، وسكونِ الذَّال المُعجَمة - أصل، والمرادُ أصلُ قلوبِ النَّاس أعمُّ من الرِّجالِ والنِّساءِ.

• وقوله: "فَعَلِمُوا مِنَ القُرْآنِ": حينئذٍ ازْدَادُوا بِهما بصيرةً، وحَسُنَتْ منهم العَلانيةُ والسَّريرة.

"الوَكْتُ": - بفتحٍ، وسكونٍ، وآخرُه مثنَّاةٌ من فوق - الأثرُ في الشَّيءِ كالنُّقْطة في غير لونِه.

• وقوله: "فَيَظَلُّ"، أي: يصيرُ، والمعنى ثُمَّ يُرفَع الأمانةُ عن القلوبِ عقوبةً على الذُّنوب، حتى إذا اسْتَيقظوا لم يجدُوْا قلوبَهم على ما كانَتْ عليه، ويبقى أثرٌ من الأمانة مثلَ الوَكْت فيها.

• و"الْمَجْلِ": - بفتح المِيم وسكونِ الجيمِ أو فتحها - وهو الأثرُ في الكَفِّ من قُوَّةِ الخِدْمة، وهو غِلَظ الجِلْد يحسَبُه النَّاس أن في جوفِه شيءٌ وليس فيه شيءٌ.


(١) الأحزاب: ٧٢.
(٢) راجع: السنن الكبرى للبيهقي: ٦/ ٤٧١، ح: ١٢٦٩٠، كنز العمال: ٣/ ٦٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>