للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنَ الإِبِلِ، وَإِنَّ القَبِيلَةَ لَيَكْتَفُونَ بِاللِّقْحَةِ مِنَ البَقَرِ، وَإِنَّ الفَخِذَ لَيَكْتَفُونَ بِاللِّقْحَةِ مِنَ الغَنَمِ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللّهُ رِيحًا فَقَبَضَتْ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَيَبْقَى سَائِرُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ كَمَا تَتَهَارَجُ الحُمُرُ فَعَلَيْهمْ تَقُومُ السَّاعَةُ".

قَالَ أبُوْ عِيْسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن يَزِيدَ بْن جَابِرٍ.

• قوله: "فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ أي: بالغَ في تَقْريبِه؛ أي: واسْتَعْمَل فيه كلَّ فَنٍّ من خَفْصٍ ووَفْع. "حَتَّى ظَنَنَّاه": لغايةِ المُبالَغةِ في تَقْريبه أنَّه في طائفةٍ من نَخْلِ المدينةِ. وقيل: هما - بتشديد فاءٍ - "خَفَّضَ ورَفَّعَ أي: حقَّر أمرَه وعظَّمه، يَجعلُ الخَوارقَ بيَدِه، أو خَفَّضَ صوتَه بعدَ نفيِه لكَثْرةِ التَّكَلُّم ثم رَفْعِه بعدَ الاستراحةِ ليبلغ كاملًا. قلتُ: والمَعْنَيَانَ لا يُناسِبُهما الغايةُ. واللّه أعلم.

• قوله: "إِنْ يَخْرُجْ": كلمة "إنْ" شَرْطِيَّةٌ.

• وقوله: "فَامْرُؤٌ أي: كلُّ امْرئٍ، من استعمالِ النَّكِرةِ في العمومِ مثل "عَلِمَتْ نَفْسٌ"، و"تَمْرَةٌ خَيْرٌ مِنْ جَرَادَةٍ".

• "فَعَاثَ": قال القاضي: العَيْثُ أشدُّ الفسادِ (١).

• قوله: "يَا عِبَادَ اللهِ اثْبُتُوا": قال القاضي: هذا من كلامِ النَّبِيِّ صلى الله تعالى عليه وسلَّم تنبيهًا للخَلْق، وفي كتابِ مسلم: "يَا عِبَادَ اللّهِ اثْبُتُوْا" وهو الصَّوابُ (٢). قلتُ: وفي بعض نُسَخ التِّرمذي أيَضًا "اثْبُتُوْا". واللّه أعلم.


(١) راجع: عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي لابن العربي: ٩/ ٦٤.
(٢) راجع المصدر السابق: ٩/ ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>