للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : "شَفَاعَتِي لِأهْلِ الكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي" قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: فَقَالَ لِي جَابِرٌ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الكَبَائِرِ فَمَا لَهُ وَللشَّفَاعَةِ. قَالَ أبُوْ عِيْسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ يُسْتَغْرَبُ مِنْ حَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ.

• قوله: "لأهْلِ الكَبَائِر"، أي: هم المُحتاجون إليها أشدَّ الحَاجة والمُنتفعون بِها أزيدَ الانتفاع. وقال الكلبي (١): معنى هذا الحديثِ أن شفاعَتي التي تُنْجِي الهَالكين مختصَّةٌ بأهل الكبائر (٢). قلتُ: وبالجملةِ فالشَّفاعةُ تَعُمُّ أهلَ الكبائر وغيرَهم حتى أهل الطَّاعة في رفع الدَّرجات.


(١) هو: الإمام العلَّامة الحافظ أبو الخطَّاب عمر بن الحسين بن علي بن محمد بن الجُمَيِّل بن فرح بن خلف بن قومس بن مَزْلال بن ملَّال بن بدر بن أحمد بن دحية الكلبي، الأندلسي، ولد في مستهل ذي القعدة سنة أربع وأبعين وخمس مائة، كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، مُتْقِنا لعلم الحديث النَّبوي وما يتلعق به، عارفا بالنحو واللغة وأيَّام العرب وأشعارها، واشتغل بعلم الحديث في أكثر بلاد الأندلس الإسلامية، ولقي بها علماءها ومشايخها، ثم رحل إلى مراكش واجتمع بفضلائها، ثم ارتحل إلى إفريقيا ومنها إلى الدِّيار المصرية، ثم إلى الشام والشرق والعراق، وخراسان وما والاها، كلُّ ذلك في طلب الحديث والاجتماع بأئمته والأخذ عنهم، وهو في تلك الحال يؤخذ عنه ويستفاد منه. ومن تصانيفه: "التنوير في مولد السراج المنير"، و"نهاية السول في خصائص الرسول"، و"الابتهاج في أحاديث المعراج"، و"أنور المشرقين في تنقيح الصحيحين المشرقين"، و"تنبيه البصائر في أسماء أم الكبائر"، و"تاريخ الأمم في أنساب العرب والعجم"، و"أعلام النصر المبين في المفاضلة بين أهل صفين" وغير ذلك. توفي يوم الثلاثاء، الرابع عشر من ربيع الأول، سنة ثلاث وثلاثين وست مائة بالقاهرة، ودفن بسفح المقطم. راجع لترجمته: وفيات الأعيان: ٣/ ٤٤٨، الوافي بالوفيات: ٢٢/ ٢٧٨، تذكرة الحفاظ: ٣/ ١٤٢٠، العبر في خبر من غبر: ٣/ ٢١٧، سير أعلام النبلاء: ٢٢/ ٣٨٩، البداية والنهاية: ١٧/ ٢٢٣، شذرات الذهب: ٧/ ٢٨٠.
(٢) راجع: نهاية السول في خصائص الرسول لابن دحية الكلبي: ٢٢٩، ٢٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>