للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ قَالَ: قَطْ، قَالَتْ: قَطْ قَطْ، فَإِذَا أَدْخَلَ اللهُ أَهْلَ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ، قَالَ: أُتِيَ بِالمَوْتِ مُلَبِّيًا، فَيُوقَفُ عَلَى السُّورِ الَّذِي بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ! فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ! فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ يَرْجُونَ الشَّفَاعَةَ، فَيُقَالُ لِأهْلِ الجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ: قَدْ عَرَفْنَاهُ، هُوَ المَوْتُ الَّذِي وُكِّلَ بِنَا، فَيُضْجَعُ فَيُذْبَحُ ذَبْحًا عَلَى السُّورِ الَّذِي بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ خُلُودٌ لا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ لا مَوْتَ".

قَالَ أبُوْ عِيْسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ رِوَايَاتٌ كَثِيرَةٌ مِثْلُ هَذَا مَا يُذْكَرُ فِيهِ أَمْرُ الرُّؤْيَةِ أَنَّ النَّاسَ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ، وَذِكرُ القَدَمِ وَمَا أَشْبَهَ هَذِهِ الأشْيَاءَ. وَالمَذْهَبُ فِي هَذَا عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ مِنَ الأَئِمَّةِ مِثْلِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَمَالِكِ بْن أَنَسِ، وَابْن المُبَارَكِ، وَابْن عُيَيْنَةَ، وَوَكيع وَغَيْرِهِمْ أَنَّهمْ رَوَوْا هَذِهِ الأَشْيَاءَ، ثمَّ قالوا: تُرْوَى هَذِهِ الأحَادِيث وَنُؤْمِنُ بِهَا، وَلا يُقَالُ: كيْفَ؟ وَهَذَا الَّذِي اخْتَارَه أَهْلُ الحَدِيثِ أَنْ تُرْوَى هَذِهِ الأشْيَاءُ كمَا جَاءَتْ وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلا تُفَسَّرُ وَلا تُتَوَهَّمُ وَلا يُقَالُ: كيْفَ، وَهَذَا أَمْرُ أَهْلِ العِلْمِ الَّذِي اخْتَارُوه وَذَهَبُوا إِلَيْهِ. وَمَعْنَى قَوْلهِ فِي الحَدِيثِ: فَيُعَرِّفُهُمْ نَفْسَهُ يَعْنِي يَتَجَلَّى لَهُمْ.

• قوله: "أَلا تَتَّبِعُونَ أي: ألا تُرَافِقُونَ النَّاس في اتِّباع المَعْبودَاتِ.

• وقوله: "نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ أي: من ظَاهر قولِك، وإلا فالمرادُ هو التَثَبُّت على الحقِّ، وهذَا مَبْنِيٌّ منهم على عدم مَعْرفةِ القَائل به فلا إشكالَ والله تعالى أعلم بحقيقةِ الحَالِ.

• قوله: "حَتَّى إِذَا أُوعِبُوا فِيهَا": جُمِعُوا كلُّهم فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>