الظَّهْرِ، مَمْدُودَةٍ هَكَذَا، خَطْوُه مَدُّ بَصَرِهِ، فَمَا زَايَلًا ظَهْرَ البُرَاقِ حَتَّى رَأَيَا الجَنَّةَ وَالنَّارَ وَوَعْدَ الآخِرَةِ أجْمَعَ، ثمَّ رَجَعَا عَوْدَهُمَا عَلى بَدْئِهِمَا. قال: وَيَتَحَدَّثُونَ أَنَّهُ رَبَطهُ، لِمَ؟ أيَفِرُّ مِنْهُ وَإِنَّمَا سَخَّرَهُ لَهُ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ.
قَالَ أبُوْ عِيْسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
• قوله: "فَمَا زَايَلَا"، أي: النَّبِيُّ، وجبريلُ صلَّى اللّهُ تعالى عليهما وسلَّم.
• قوله: "لِمَ؟ ": أي: لأيِّ شيءٍ يَرْبطه.
• وقوله: "سَيَفِرَّ مِنْهُ"؛ أي: يربطه لأجل أنَّه يفِرُّ منه إنْ لم يربطه خوفًا من ذلك، فهذا لا يُتَصَوَّرُ أصلًا.
١٨٠٦ - (٣١٤٨) - (٥/ ٣٠٨ - ٣٠٩) حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيِّ بْن زَيْدِ بْن جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ: "أَنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلا فَخْرَ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الحَمْدِ وَلَا فَخْرَ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ يَوْمَئِذٍ آدَمَ فَمَنْ سِوَاهُ إِلَّا تَحْتَ لِوَائِي، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ وَلَا فَخْرَ"، قَالَ: "فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلَاثَ فَزَعَاتٍ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَبُونَا آدَمُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَيَقُولُ: إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا أُهْبِطْتُ مِنْهُ إِلَى الأرْضِ وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا، فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُوُل: إِنِّي دَعَوْتُ عَلَى أَهْلِ الأرْضِ دَعْوَةً فَأُهْلِكُوا، وَلَكِنِ اذْهبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُوُل: إِنِّي كَذَبْتُ ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ"، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَلمَعلَّمَ: "مَا مِنْهَا كَذِبَةٌ إِلَّا مَا حَلَّ بِهَا عَنْ دِينِ اللَّهِ". وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُوُل: إِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَىَ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُ: إِنِّي عُبِدْتُ مِنْ دُونِ اللّهِ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا، قَالَ: فَيَأْتونَنِي فَأَنْطَلِقُ مَعَهُمْ - قَالَ ابْنُ جُدْعَانَ: قَالَ أَنَسٌ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute