أما إذا إنسان منا قام مثلًا فقط بتصحيح الأحاديث الصحيحة وتضعيف الأحاديث الضعيفة فهذا لا يعني أنه لا يعمل عملًا آخر، لكن قد يكون عمله الآخر دون ذلك أو قريبًا من ذلك كما أنه إذا قام رجل آخر يستنبط الأحكام من كتاب الله وحده .. آخر من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وحدها .. ثالث من مجموع المصدرين الكتاب والسنة .. لكن هو لا يستطيع مثلًا أن يصحح وأن يضعف، ... نفعل في هذا لأنه لا يعمل عمل ذاك، ولا نتكلم في هذا لأنه لا يعمل عمل الأول ولا الثالث وهكذا، وإنما يجب على المجموعة هذه من العلماء أن يعملوا في سبيل تفهيم الأمة الإسلامية كلها الإسلام بالمفهوم الصحيح بالشرط السابق.
يوم توجد الجماعة التي تنهض بهذا الواجب ... على المنهاج السابق الذكر يومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله، أما نريد أن نعمل العمل السياسي ولو أخذنا رئيس جماعة يعملون بالعمل السياسي ويزعم أنه يعمل للإسلام ولإقامة دولة الإسلام، لو سألناه ما هو توحيد الربوبية وما هو توحيد الألوهية وما هو توحيد الصفات، لربما كان كما يقال في المثل العربي القديم: أعيى من باقل .. يعني: في منتهى العجز عن الإجابة عن هذا السؤال الذي يتعلق بالشهادة الأولى التي لا ينجو الكافر إلا بالاعتراف بها من سيف الإسلام أولًا، ثم لا ينجو من الخلود في النار إلا إذا فهم معناها أولًا فهمًا صحيحًا على التفصيل السابق المشار إليه آنفًا والذي يتضمن أن لا إله إلا الله إي: لا معبود بحق في الوجود إلا الله، فإذا فهم هذا المعنى وآمن به من قرارة قلبه نجا من الخلود في النار يوم القيامة، وإلا لم يفده شيئًا أنه قال: لا إله إلا الله إلا أنه نجا من السيف في الدنيا.
لو سألنا بعض المشتغلين بالسياسة مثل هذا السؤال لعجزوا عن الجواب، وكما تروى عندنا نكتة في بعض البلاد السورية يقولون: أحد الأكراد لقي يهوديًا