في الطريق يوم عزة الإسلام، فأخذ بتلابيبه وأخرج الخنجر من جانبه، قال له: لك أسلم وإلا قتلتك، قال: دخلك، ماذا أقول؟ قال له: والله لا أدري، هو يهدده بالقتل من أجل أن يسلم، لكن يسأله عن طريق الإسلام يقول: لا أعلم، بمثل هؤلاء الناس يريد الساسة أن ينتصروا على العدو المحيط بنا من كل جانب، لا نصر أبدًا إلا قبل كل شيء بفهم التوحيد من الشهادة الأولى: لا إله إلا الله، ثم بفهم الشهادة الثانية: وأن محمدًا رسول الله، وكما قلنا ويقول الدعاة جميعًا في هذه البلاد وغيرها: أن الشهادة الأولى تستلزم ألا نعبد مع الله أحدًا، والشهادة الأخرى تستلزم ألا نعبد الله إلا بما شرعه الله، هذين المعنيين اليوم أكثر المسلمين اليوم وبخاصة الذين يشتغلون بالسياسة هم لا يعرفون هذا وفاقد الشيء لا يعطيه، فإذًا: نحن لا ندعو للعمل بالسياسة ليس لأن العمل بالسياسة ليس مشروعًا، الإسلام أوسع مما يتوهمون ولكن كما قال بعضهم:
العلم إن طلبته كثير، والعمر عن تحصيله قصير فقدم الأهم منه فالأهم.
فنحن يجب أن ننظر اليوم ما هو الأحوج للعالم الإسلامي؟ العالم الإسلامي ما هو الأحوج أن يتعرف عليه، أهو العمل السياسي أم أن يفهم عقيدًة شهادًة شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، ويحسن إيمانه بالغيب الذي هو الوصف الأول الذي ذكره الله عز وجل في أول سورة البقرة:{الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة: ١ - ٢] من هم؟ {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}[البقرة: ٣] ثم ذكر: {وَيُقِيمُونَ الصَّلاة}[البقرة: ٣] فما بالكم اليوم العالم الإسلامي يعيش في متاهات تتعلق بالإيمان بالغيب.
وبصورة خاصة إذا صح تعبيري: الناس تائهون اليوم بالإيمان بغيب الغيوب وهو رب العالمين تبارك وتعالى بدليل: أن خاصة العالم الإسلامي اليوم في كثير