للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من البلاد لا يعرفون الله كما وصف الله نفسه في كتابه، وكما وصفه نبيه في سنته، بل لا .. المصيبة أكبر: أنا أقول، أو قلت آنفًا: لا يعرفون الله كما وصف به نفسه وكما وصفه به نبيه، بل هم يعرفونه على خلاف ذلك، هم يعرفون الله على خلاف ما وصف الله به نفسه، هذه مشكلة المشاكل، ... المثل المشهور اليوم والخلاف قائم على ساق وقدم: ربنا يقول في غير ما آية في القرآن: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥] ما رأيكم؟ كبار العلماء أو كبار هيئة العلماء في كثير من البلاد المشهور بطلب العلم وتدريس العلم يقولون: ربنا ما استوى، هكذا لماذا؟ لأنهم يعطلون الآية ويفسرونها بغير تفسيرها.

«ينزل الله - صدق رسول الله .. الحديث متواتر - في كل ليلة إلى السماء الدنيا» هم يقولون: لا، ربنا لا ينزل ولا يجيء ولا يتحرك ولا شيء، أرادوا أن ينزهوا الله عن صفات المخلوقين المميزين أعني: الملائكة والبشر فربنا عز وجل فضلهم كما قال بالنسبة للبشر: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الإسراء: ٧٠] كرمنا بني آدم، أرادوا أن ينزهوا الله أن لا يشبهوه ببني آدم؛ لأن بني آدم ينزل ويصعد ويجيء ويقف وإلى آخره، فوقعوا فيما هو شر مما منه هربوا، هربوا من تشبيه الخالق بالمخلوق وهذا حق، حاشا لمسلم أن يشبه الله بخلق من خلقه، لكنهم وقعوا فيما هو أشر مما منه فروا، فشبهوه ليس بمن كرمهم الله وهم بنو آدم كما سمعتم، بل شبهوه بالصخر والجمد الذي لا يأتي ولا يتحرك، فسبحان الله! صدق فيهم المثل الذي يقول: كان تحت المطر أصبح تحت المزراب! فر من نقاط من المطر وإذا هو يقف تحت الميزاب الذي يجمع المطر فيصبه عليه، فهم يعيشون في العقيدة بعيدًا عن الكتاب والسنة وعن منهج السلف الصالح، مع ذلك يريدون تشغيل الأمة بالسياسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>