للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحن نعتقد أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أول ما بدأ بدأ بدعوة الناس إلى عبادة الله عز وجل وحده: {أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦] تلك دعوة الأنبياء والرسل جميعًا، سبحان الله! حينما نقرأ قصة نوح عليه السلام وأقول: نوح لأنه ضرب مثلًا قياسيًا في طول العمر وصبره على قومه في دعوته إياهم، ترى! إلى ماذا كان يدعوهم؟ ليس إلا فقط لعبادة الله وحده لا شريك له، ألف سنة إلا خمسين عامًا، مسلمون في آخر الزمان يقولون: إلى متى أنتم تشغلون المسلمين بدعوة التوحيد، هكذا يقولون! ولا يفكرون بأن نوحًا عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، ليس هناك تشريع كالتشريع الذي جاء به الإسلام، وليس هناك توسع في السلوك والأخلاق وعبادات وإنما {أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦] ثم هم مع ذلك يستكثرون علينا أن نذكر مثل هذه الذكرى؛ لأنه يجب على المسلمين جميعًا، هذا فرض عين على كل مسلم.

العلم قسمان: فرض عين، وفرض كفاية، فرض عين على كل مسلم أن يعرف الله كما وصف الله به نفسه، ونبيه أيضًا وصفه به في سنته كما ذكرنا، لا يعرجون على هذا إطلاقًا حتى لقد صرح لي أحد دعاتهم منذ أكثر من عشرين عامًا: أن هذا الزمان ليس هو زمان البحث في التفاصيل وفي الخلافيات، قلنا يعني: حتى في التوحيد، قال: نعم، حتى في التوحيد، قلت: حتى في فهم لا إله إلا الله، وأنت تعرف أن بعضهم ألف رسالة فسر لا إله إلا الله بمعنى: لا معبود إلا الله، أي: فسر جملة التوحيد الكلمة الطيبة بالعقيدة التي هي أضل عقيدة على وجه الأرض وهي: وحدة الوجود! لأنه انتبهوا للفرق: المعنى الصحيح للكلمة الطيبة: لا معبود بحق في الوجود إلا الله، هذا يعني أن هناك معبودات كثيرة، لكنها كلها باطلة إلا المعبود الحق فهو الله تبارك وتعالى، فإذا لم يقرن هذا التفسير بكلمة: بحق، انقلب التوحيد إلى الشرك الأكبر والضلال الأكبر وهو القول بوحدة

<<  <  ج: ص:  >  >>