فمن الحكم ... أيضًا: من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه، وهذا ما وقع في بعض الجماعات الإسلامية التي كان رئيسها هذا الذي نطق بهذه الحكمة: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم، خالفوه في ذلك فأرادوا أن يقيموا دولة الإسلام بالثورة الدموية فكان الثمن ذهاب دم هذا الإنسان إلى الأرض هدرًا، لماذا؟ لأنهم استعجلوا الشيء قبل أوانه فابتلوا بحرمانه.
هذه حكمة لكنها حكمة بالغة، لماذا؟ أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، هذه ... أمور كثيرة هؤلاء الناس لا يهتمون بها، أول ذلك: إقامة الدولة المسلمة في القلوب تعني: العلم الصحيح، إذا أردت أنت أن تفهم .. أن توحد ربك فيجب أن تفهم ما معنى: لا إله إلا الله، كما أشرنا آنفًا .. إذا أردت أن تصلي فيجب أن تعرف كيف رسول الله إلى إلى آخره، هؤلاء لا يفهمون بشيء من ذلك إطلاقًا، إذًا: هم لا يستطيعون أن يقيموا دولة الإسلام في قلوبهم حتى يكافئهم الله عز وجل بإقامة دولة للإسلام في أرضهم، إذًا: فاقد الشيء لا يعطيه.
من العجائب أن هذه الكلمة التي وجهت إليهم نحن نعمل بها وهم معرضون عنها، هذه من العجائب ... في هذا الزمان، نحن فهمنا هذه الحكمة وطبقناها مليًا، نعتقد بأن قوله تعالى:{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ}[محمد: ٧] ولا يمكن أن نستحق النصر من الله ونحن لا نعرف الله، ولا نعرف ما أحل الله، ولا نعرف ما حرم الله، ولا نعرف كيف نعبد الله، ولا نعرف كيف نحج إلى بيت الله، إلى آخره، كيف إذًا تقام دولة الإسلام على الأرض ونحن لم نقم دولة الإسلام في ... هذا أمر مستحيل، لذلك فعلينا أن نعمل للإسلام كما عمل سلفنا الصالح ولا داعي للصياحات .. ولا داعي للهتافات .. ولا داعي للعمل السياسي؛ لأن هذا العمل