للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السياسي أولًا يفرق الأمة وهذا أكبر دليل، انظروا إلى بعض الأحزاب الإسلامية كيف يتدابرون وكيف يتقاطعون، وكيف أنهم لا يتعرفون على المسلمين الآخرين مع أنهم يشتركون في كلمة: لا إله إلا الله محمد رسول الله؟ لكن هذا ... أمر طبيعي؛ لأنهم مع الأسف الشديد وهذه عبرة لمن يعتبر اتفقوا على كلمة: لا إله إلا الله واختلفوا في فهمها، فأدى اختلافهم في فهمها إلى اختلافهم في واقعهم وإلى تدابرهم وإلى تقاطعهم.

فالعلاج إذًا: كلمة سهلة كنت قلتها منذ عشر سنوات: الأصل الذي ينبغي أن تقام الدعوات الإسلامية كلها، وأن يحقق العز للأمة الإسلامية هو على كلمتين اثنتين، وهما: التصفية والتربية، أي: لا بد من أن تجتمع همم أهل العلم والحكام الذين يهمهم ما يهتم به أهل العلم ويساعدونهم على نشر هذا العلم .. أن يهتم أهل العلم بتصفية الإسلام مما دخل فيه من أنواع ... والدسائس المختلفات، لا يوجد حتى من عامة الناس إلا وهو يعلم أن هناك أحاديث ضعيفة وموضوعة فأين العلماء المنبثون في العالم الإسلامي كله الذين ينبهون الشعوب المختلفة على الأحاديث الضعيفة والموضوعة ليكونوا في حذر منها؟ لا شيء من ذلك إلا نقاط بيضاء في حشد أسود، ماذا يؤثر؟ لا شيء أبدًا.

كذلك: إصلاح العقائد كما أشرنا آنفًا، أين دعاة التوحيد بالمعنى العلمي الصحيح، أنا أعرف يوجد دعاة توحيد اليوم لكن يجب أن يكون هؤلاء الدعاة في مستوى لائق بهم، أن يكونوا من أهل العلم ليسوا من طلاب العلم فقط، أين أين الذين يفسرون القرآن تفسيرًا صحيحًا، يرفعون عنه الأحاديث الضعيفة والموضوعة، والإسرائيليات المنكرة، وتفسيرات أهل الرأي من الجهمية والمعطلة؟ أين أين الذين يأتون إلى كتب الفقه على اختلاف المذاهب

<<  <  ج: ص:  >  >>