للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمشارب فيصفونها مما فيها من أفكار وآراء وعبادات تخالف السنة الصحيحة؟ كل هذا لا وجود له، لذلك قلنا: الإصلاح يقوم على كلمتين: التصفية، وقد عرفنا شيئًا من تفسيرها.

والتربية، أي: لا بد من تربية المسلمين على الإسلام الصحيح؛ لأن مجرد التربية ما يسمونه بعلم السلوك، علم السلوك هذا إذا كان مبنيًا على سلوك ... التصوف فهذا انصراف عن الدين، كما أراد بعض الرهط أن يفعلوا ذلك في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، فقال عليه السلام .. الطريق هو طريقه والمنهج هو منهجه، والسنة هي سنته، قال عليه السلام: «أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله، أما إني أقوم الليل وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» عجب عجيب جدًا! الدعاة هؤلاء رغبوا عن سنة الرسول عليه السلام، جهلًا وسلوكًا، فكيف ينصر الله الإسلام ودعاته منحرفون؟ !

لو نظرت إلى أكثرهم، لا نتهمهم جميعًا، تجدهم لا يحسنون الصلاة التي صلاها الرسول عليه السلام .. لو أخذت أكبر شخصية وقلت له: هل يمكنني أن أتعلم منك صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأوجس منك خيفة؛ لأنه مجرد أن يسمع منك كلمة رسول الله سوف يتهمك بأنك أنت رجل .. إما يقولون في بعض البلاد: وهابي، أو أنت مذهب خامسي، أو أنت متشدد أو ما شابه ذلك، هبني كذلك لكن بارك الله فيك علمني صفة صلاة النبي .. لا نعرف ذلك، لم؟ أين يتعلم صفة صلاة النبي؟ هو نشأ على مذهب، إن كان درس الفقه هذا الفقه المعروف اليوم، وأكثرهم لم يدرسوا حتى الفقه الحنفي أو الشافعي أو المالكي، أحسنهم حالًا هم الدكاترة الذين تخرجوا من كليات الشريعة، لا يدرسون إلا رؤوس أقلام من الفقه، ولذلك فهم يتعبدون الله يصلون ويصومون ويحجون ويعتمرون على ما

<<  <  ج: ص:  >  >>