أنت الآن تقول: يوجد، وأنا أشهد معك، ولكن كثير من أولئك الذين يظنون أنهم على الكتاب والسنة ليسوا حقيقة على الكتاب والسنة، وهذه حقيقة مرة مع الأسف الشديد ولكن يجب أن نعترف بها كالمريض أو كالرجل المريض مصاب بمرض فلا ينبغي أن يتكتم في مرضه بل يجب أن يكشف عن مرضه، لكي يتمكن من معالجته.
فالآن المجتمعات الإسلامية في كل البلاد الإسلامية إذا أنت نظرت إليها فستجد هناك أفراداً قليلين جداً هم ضاعوا في تلك الكثرة التي وصفها الرسول عليه السلام بأنهم غثاء كغثاء السيل، الآن نحن في هذا المجتمع أعني المجتمع الأردني، كم مذهب يوجد؟ كم طريقة تتحكم في عقول الناس؟ ودعك عن الأحزاب الجديدة الطارئة، فما وزن هؤلاء الأفراد وما نسبتهم، وأعني بهم الذين فهموا الإسلام فهماً صحيحاً وطبقوه تطبيقاً صحيحاً، هذا مع الأسف نادر وعزيز جداً ولذلك فأمامنا شوط طويل وبعيد جداً، لكي نهيئ الأسباب في ذاك التكتل الذي لا بد منه أن يكون على الكتاب والسنة وأن يكون اجتماعاً في مكان واحد يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله. نعم.
مداخلة: اللي يجتمعوا في محل واحد ...
الشيخ: ما هو هكذا؟ ولذلك الإنسان يجب أن يعرف واقعه، وأن يبدأ كما قلنا في آية سبقت:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[المائدة: ١٠٥]، نحن نجد كثيراً من الجماعات الإسلامية قد وقعوا مع الأسف في الاستعجال بالأمر فيحرمون العاقبة التي ينشدونها، أنا أعتقد أن أي جماعة وأي طائفة في أي بلد من البلاد الإسلامية تعمل في الحقل السياسي في هذ الزمن فهو عمل غير ناجح،