شيء يسمى بالتثقيف، والدليل على ذلك أنه لا يوجد بين الإخوان المسلمين على اختلاف بلادهم وأقاليمهم رابطة فكرية، رابطة اعتقادية، فالواقع أيضاً يشهد بهذا، فالإخوان المسلمون في مصر هم غير الإخوان المسلمين في الأردن، هم غيرهم في سوريا، بل هم في سوريا يختلفون عن إخوان الجنوب وإخوان الشمال، وأنا أعرف وأنا سوري دمشقي كما تعلمون، وكما يقال: أهل مكة أدرى بشعابها وصاحب الدار أدرى بما فيها، فأنا أعلم أن الإخوان المسلمين في دمشق كانوا متأثرين إلى حد كبير بالدعوة السلفية، من حيث العقيدة ومن حيث العبادة والسبب في هذا واضح جداً؛ لأن نشاط الدعوة السلفية كانت في دمشق ثم في حلب، فكان نظام الأسر في الإخوان المسلمين في دمشق أن يدرسوا في بعضها كتاب فقه السنة للسيد سابق إخوان مسلمون، ولا غرابة في ذلك؛ لأن السيد سابق هو من خواص أصحاب حسن البنا رحمه الله، وكتابه هذا قد قرره حسن البنا بكلمة موجزة في المقدمة، فالمفروض أن الإخوان المسلمين أن يكون هذا الكتاب هو دستورهم في الفقه، في كل بلاد الإخوان المسلمين، لكنك ترى العجب العجاب، الدال على أنه ليس عندهم وحدة فكرية ثقافية، فهذا الكتاب في الوقت الذي يدرس في بعض السرايا في دمشق يحارب في الشمال، من الإخوان المسلمين، وهؤلاء يقولون: إن هذا الكتاب لا يجوز تدريسه؛ لأن مؤلفه وهابي، ومؤلفه من رؤوس الإخوان المسلمين، بل من حواري حسن البنا، فالإخوان المسلمون إذاً منذ أن قامت قائمتهم، هم لا يزالون على النظام العسكري: مكانك راوح، هم يسمون أنفسهم بالحركيين، وامتازوا بهذه النسبة بين كل الجماعات أو الأحزاب الأخرى حركيين، أنا أقول فعلاً حركيين، لكن على النظام العسكري مكانك راوح،