الشيخ: مكانك قف يحرك رجليه، لكن لا يتقدم، ما فائدة هذه الحركة لا طائل منها، فلا أظن أن جماعة من السلفيين في أي بلد من بلاد الدنيا بإمكانهم أن يتبنوا منهج الإخوان المسلمين؛ لأن هذا المنهج كما قلت لكم آنفاً قائم على أساس التكتيل، ثم التثقيف، ثم لا شيء من هذا التثقيف، والواقع أكبر دليل على ذلك، فإذا ما قامت طائفة كبيرة أو صغيرة من السلفيين حقاً يتبنون نظام الإخوان المسلمين في الدعوة فمصير ذلك ولابد:{وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ}[ص: ٨٨]، أحد شيئين لا ثالث لهما: إما أن يرجعوا رغم أنوفهم إلى أحضان الدعوة السلفية وذلك خير لهم وأبقى، وإما أن يضيعوا هذا التراث الذي حصلوه في تلك السنين بسبب انشغالهم بتطبيق منهج الإخوان المسلمين، وهو التجميع والتكتيل لا على أساس فكر موحد، سيكون أحد شيئين لا ثالث لهما أبداً، نحن نعلم اليوم أن الدعوة السلفية في هذا الزمن انتشرت بفضل الله عز وجل أولاً، ثم ببعض الدعاة إليها ثانياً انتشاراً لا يعرفه المجتمع الإسلامي قبل نحو ثلث قرن من الزمان أو نحو ذلك، وهذا شهد به بعض السلفيين الذين يتكلمون الآن بالدعوة السلفية، ولعلها تكون مدعمة بالمنهج الإخواني، فأنا أقول: إن دعوة الإخوان المسلمين عندما كانت قائمة على أساس التكتيل ثم لا شيء من الثقافة، وكانت دعوة السلفيين قائمة على التثقيف وليس على التكتيل، ولذلك كان النصر لهذه الدعوة مقروناً بها حيثما حلت، وقد ظهر هذا الآن في هذا العصر، ولذلك أصبحت الدعوة السلفية أو المنهج السلفي في كل مكان وعلى كل لسان، وبعض الجماعات التي كانت تحارب الدعوة السلفية علناً ولا تزال تحاربها باطناً وخفية تركب الموجة السلفية الآن؛ لأنهم وجدوا ألا قبول لتلك الحركة القائمة على أساس مكانك راوح لا علم ولا سلوك ولا أي شيء جديد نافع، فأنا أعتقد أن أي جماعة سلفية إذا تركت منهجها السابق