للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك فأنا أرى أن ينحصر الجهاد بالمال وباللسان، وأدندن منذ نحو عشرين سنة أو أكثر بأن العزة والمجد للمسلمين لا يقوم إلا على ركيزتين اثنتين إحداهما تصفية الإسلام مما دخل فيه مما هو بريئ منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب كما يقال سواء ما كان الدخيل في العقيدة في التوحيد بخاصة أو العقيدة بعامة أو كان الدخيل في العبادات أو الأخلاق والسلوك كل هذا وهذا ينبغي تصفيته علمياً، وهذا مع الأسف قل من ينهض به في مختلف البلاد الإسلامية، ونحن نعلم أن هناك صيحات كثيرة وأحزاب عديدة كلها تنشد إقامة الدولة المسلمة ولكنها لا تتخذ السبب الأساسي الذي إذا ما اعتمد عليه حقق الله لهم بغيتهم ألا وهو هذا الذي نسميه بالتصفية؛ لأن الإسلام الذي أنقذ العرب من جاهليتهم وضلالهم وذلهم إلى الهدى وإلى النور والعز ينبغي أن يكون هو نفسه يعيد المسلمين إلى عزهم المنشود والذي ضاع عنهم منذ قرون طويلة، فهذا الإسلام ينبغي أن يصفى من كل ما دخل فيه مما ليس منه وأن يربى المسلمون على هذا الإسلام ويومئذ تظهر تباشير عودة العز للمسلمين وأن يتحقق لهم التمكين في الأرض الذي بشر به المسلمون في كتاب ربهم وفي سنة نبيهم - صلى الله عليه وآله وسلم - كما جاء في الحديث الصحيح: «بشر هذه الأمة بالرفعة والسناء والمجد والتمكين في الأرض ومن عمل منهم عملاً للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب».

فإذاً قبل كل شيء يجب الإخلاص لدين الله عز وجل.

وثاني شيء إعادة الإسلام في أذهان المسلمين إلى ذاك الإسلام الأول الصافي وأن يربى المسلمون على هذا الإسلام الصافي وهذا مع الأسف اليوم غير موجود ولا في إقليم من الأقاليم الإسلامية الكثيرة.

ولهذا لا أقول كما قلت آنفاً لا أرى الجهاد بل أحذر أحذر من الجهاد لأن

<<  <  ج: ص:  >  >>