للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوسائل النفسية والمادية لا تساعد المسلمين على القيام بأي جهاد في أي مكان كان؛ ولهذا نأخذ نحن عبرة من التاريخ الإسلامي الأول، لقد ظل المسلمون في مكة ثلاثة عشر سنة وهم مضطهدون، وهم مظلومون يحاربون، والتاريخ الإسلامي واضح في هذه السبيل حتى أذن الله لهم بالهجرة، الهجرة الأولى إلى الحبشة والهجرة الأخيرة إلى المدينة المنورة، هذا شطر أو جواب عن شطر مما جاء في السؤال.

أما اتخاذ القوانين تفرض على الشعب وفي هذه القوانين الموافقة على الحزبيات حتى لو كانت حزبيات كافرة مضللة فهذا بلا شك يعلم أنهم أعلنوا بأنهم يريدون أن لا يتحاكموا إلى الله وإنما أن يتحاكموا إلى الطاغوت، نحن ننكر تحزب المسلمين في دائرة الإسلام، فأن يكون حزب إسلامي يسمى كذا وحزب إسلامي يسمى كذا، فهذا التحزب مع أنهم جميعاً يعملون في دائرة الإسلام وفي صالح الإسلام فالله أعلم بما في نفوسهم، مع ذلك نحن لا نرى أنه يجوز لدولة مسلمة أن تسمح لمثل هذا التكتل وهذا التحزب ولو في دائرة الإسلام؛ لأن هذا ليس من صنيع المسلمين بل هو من عادة الكافرين؛ ولذلك قال رب العالمين في القرآن الكريم: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: ٣١ - ٣٢].

ومعلوم أن في الصحيحة إخباره عليه الصلاة والسلام بأن اليهود تفرقت إلى إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: هي الجماعة.

وفي الحديث الآخر: يفصل لفظة الجماعة بقوله: «ما أنا عليه وأصحابي»،

<<  <  ج: ص:  >  >>