للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وزناها النظر، والأذن وزناها السمع، واليد تزني وزناها البطش - وفي رواية: اللمس -» لا شك أن هذا الشاب يَجُرُّ شرًا كما يسلسل هذا الحديث الصحيح العظيم.

ومن الدليل على ذلك أن الذين يقولون بجواز هذا الإصلاح لهؤلاء النساء السافرات الفاسقات سيقع في ورطة أخرى: هو أنه يجيز لنفسه أن يصافح المرأة .. يصافحها حتى لا تقول المرأة ... رجعيين ... وإلى آخره، فإذًا: لازم يكون ناعمين مع الجنس اللطيف، لأجل يسمحوا لأنفسهم بالمصافحة، وهذه حقيقة واقعة؛ لأن الشر يا إخواننا لا يأتي قطرًة، الشيطان من كيده لبني الإنسان يأتي بالشر الصغير كما قال الشاعر في بعض الأشعار:

وما معظم النار إلا من مستصغر الشرر

شرارة صغيرة تحرق بلد من أولها إلى آخرها، الحديث يقول: «والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها البطش، والفم يزني - في بعض الروايات خارج الصحيح بسند صحيح: والفم يزني وزناه القبل - والرجل تزني وزناها المشي، والفرج يُصَدِّق ذلك كله أو يكذبه» فحينما يفتح المسلم أو بعض الشباب المسلم لأنفسهم باب الشر من باب الغاية تبرر الوسيلة فتحت أبواب الشر عليهم بصورة لا يستطيعون فيما بعد أن يردوها، كالسيل الذي كان محصورًا بسدٍّ مُحْكَم، فحينما رفع هذا السد يجرف ما أمامه تمامًا.

قد أخذ من هذا الحديث الصحيح شاعر مصر في زمانه شوقي المشهور، فقال متمثلاً معنى هذا الحديث العظيم:

نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء

جاء الشر الأكبر! لذلك أنا أعتقد أنه يجب أن نستمسك بالعروة الوثقى التي

<<  <  ج: ص:  >  >>