للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا انفصام لها، أن نستمسك بشرعنا بكامله من ألفه إلى يائه، ولا نُبَرِّر لأنفسنا مخالفات بحجة أن نقدم الخير إلى الآخرين على حسابنا، أي: أن نجعل أنفسنا كبش الفداء، وهذا له أنواع كثيرة مثلاً: بعض الشباب المسلم في كثير من البلاد في الأردن .. في سوريا .. في غيرها كما نعلم يبيحون للمرأة أن تتعلم الطب خليطًا مع الشباب ومع أساتذة الطب إلى آخره، فإذا قيل: هذا لا يجوز هذا اختلاط، وبخاصة أن هذه المرأة أو الطالبة التي تطلب العلم قد يلتصق رأسها برأس الطبيب المعلم، يعني: الأستاذ المدرب ونحو ذلك، يقولون: لا بد أن نتحمل هذه المشاكل من أجل أن نخلص من مشكلة أكبر وهي: أن اليوم نحن بحاجة إلى نساء طبيبات، هذه دعوى صحيحة؛ لأننا نضطر في كثير من الأحيان أن نعرض نساءنا وبناتنا على الرجال، وهذا لا يجوز إسلاميًا، فإذًا: لننجو بأنفسنا من هذه المخالفة الشرعية لا بد من أن ننتج ونخرج فتيات مسلمات طبيبات، هذا نقول: هذا واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، لكن ما لا يتم الواجب إلا به ولو كان حرامًا! الصواب: لا، ما لا يقوم الواجب به من الأسباب الجائزة شرعًا فالقيام به واجب.

رجل لا يستطيع أن يمشي إلى الحج مشيًا هذا سقط عنه فرض الحج، لكن ننظر: يستطيع أن يحج على وسيلة من الوسائل التي خلقها الله قديمًا أو حديثًا على الدابة مثلًا أو على السيارة أو الطيارة، يستطيع، إذًا: ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب؛ لأن ركوب هذه الوسائل ما هو مخالفة للشريعة، أما أن نخرج نساءً مسلمات طبيبات بوسائل محرمة قد نعرض بنتنا أو زوجاتنا أو قريباتنا أن نعرضهم للفتنة في سبيل تحقيق واجب بطريق غير مشروع، هذا لا يجوز.

لا بد! أنا لا أزال أقول عند الرأي الأول: لا بد من أن يكون عندنا نساء

<<  <  ج: ص:  >  >>