للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك فإن قلت بأن الكافر خرج من بلاد الإسلام أو قلت أنه لم يخرج، ففي كل من القولين أنت صادق؛ لأنك حينما تقول خرج أي خرج ببدنه؛ فإن قلت لم يخرج فأنت صادق لأنك تعني أنه لم يخرج بأفكاره وتقاليده وقوانينه، فالواقع يشهد من آثار هذه القوانين وآثار عدم خروجه ما ترك في بلاد الإسلام من نظم لا يزال المسلمون يعملون بها، والكافر خارج بلادهم.

فهذا النظام نظام الانتخابات ليس إسلامياً إطلاقاً، وأكبر دليل على ذلك ما نشاهده في كثير من البلاد الإسلامية، ما أدري هنا حسبما ينشر في الجرائد بأن هذا الانتخاب كان نظيفاً، وأنا أقول قد يكون الأمر كذلك من حيث عدم استعمال التزوير العلني المكشوف، واستعمال الإرهاب القوة من بعض المتنفذين، أو من بعض الكبار من الموظفين قد ينكر أن يكون لم يقع شيء من ذلك، ولكن الذي وقع يقيناً أن المرشحين استعملوا وسائل غير شرعية، وربما نستطيع أن نقول إنها وسائل غير قانونية، فقد اشتروا أصوات كثير من الناس، تارة بالمادة، تارة بالجاه، تارة ما ادري وسائل كثيرة وكثيرة جداً؛ حتى ينجح، وقد ينجح وقد لا ينجح هذا بحث آخر.

الإسلام لا يرضى بمثل هذا الاختيار والانتخاب الذي يعرض كثيراً ممن يريدوا النجاح على أن يتعاطوا وسائل غير شرعية، كذلك الإسلام يقول: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر: ٩]، الانتخاب البرلماني المتعامل اليوم لا يفرق هذا التفريق الإسلامي، {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر: ٩]، هم لا يفرقون وهم يقولون: يستوون، ولذلك فالمسلم الصالح ينتخب، والمسلم الطالح ينتخب، المسلم العالم ينتخب، المسلم الجاهل ينتخب، ما هذا النظام هذا ليس إسلامياً، فقد يجتمع طائفة كبيرة

<<  <  ج: ص:  >  >>