للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان عليه سلفنا الصالح.

فأنتم تعلمون قول الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -: «تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستختلف أمتي على ثلاث وسبعين فرقة؛ كلها في النار إلا واحدة»، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: «هي الجماعة»، أي جماعة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي يتوجه إليهم أول ما يتوجه معنى قوله -عليه الصلاة والسلام-: في الحديث الصحيح المعروف: «لا تجتمع أمتي على ضلالة».

أول من يُقْصد بهذا الحديث هي أمة أصحاب الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - فهي التي لم تجتمع على ضلالة، أما من جاء بعدهم ففيهم من انحرف عن الخط المستقيم الذي خطه الرسول -عليه السلام- تصويراً وتطبيقاً عملياً كما هومستفاد من حيث التصوير من الحديث الذي يرويه الحاكم في «المستدرك» عن عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: خط يوماً على الأرض خطاً مستقيماً، ثم خط حول هذا الخط المستقيم خطوطاً قصيرة، ثم قرأ -عليه الصلاة والسلام- على ذلك الخط المستقيم: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: ١٥٣]، وقال -عليه الصلاة والسلام- مشيراً إلى الخط المستقيم: «هذا صراط الله»، ومشيراً إلى الخطوط التي من حوله القصيرة قال -عليه السلام-: «هذه طرق، وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعوالناس إليه».

هذه الطرق كانت ولا تزال في ازدياد مستمر وخاصة في آخر الزمان؛ ولذلك فما هو المنجاة من هذه الطرق التي هي سبب كل فتنة تحيط بالمسلمين في كل زمان، وفي كل مكان؟

<<  <  ج: ص:  >  >>