للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو اللجوء، وهو الرجوع إلى ما تركنا عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك، لكن هاهنا من هم الذين، بل من هو الذي يعرف هذه الطريقة البيضاء التي تركها الرسول -عليه الصلاة والسلام- لنا نقية؟ وأوعد من حاد عنها بأنه زائغ هالك؟

لا شك أن الذي أو الذين يعرفون هذا المنهج النقي الأبيض إنما هي الطائفة المنصورة التي تحدث النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عنها في حديث متواتر ثابت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بطرق قطعية الثبوت ألا وهو قوله -عليه الصلاة والسلام-: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة».

لا يضرهم من خالفهم، هل هم الكثرة الكاثرة من المسلمين، أم هي الطائفة القليلة المنصورة؟

الحديث صريح في ذلك، ولذلك فلا يكن هَمُّ أحدكم أن يكون مع الأكثر؛ لأن الله رب العالمين يذم الأكثرين في غالب آيات القرآن الكريم بمثل قوله: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: ١٨٧]، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ} [البقرة: ٢٤٣]، {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام: ١١٦]، ولذلك فينبغي أن يكون هَمُّ أحدنا أن يكون من عباده القليل، من الطائفة المنصورة، ما صفة هذه الطائفة المنصورة؟ هنا بيت القصيد في هذه الكلمة، هي ما جاء ذكره في أحاديث الغربة، أحاديث الغربة التي جاء بها ثلاث روايات صحيحة: الرواية الأولى: في صحيح مسلم من رواية سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء». هذا حديث مسلم. الحديث الثاني: في مسند الإمام أحمد -رحمه الله- ذكر الحديث وزاد زيادة طيبة وهي أن سائلاً

<<  <  ج: ص:  >  >>