المنافقين وأمثالهم، فكيف لا ينهى رب العالمين عن أن لا يساعد الكفار أو المنافقين الذين هم مسلمون ولكنهم منافقون، إما عملاً وإما اعتقاداً، ونحن نعلم أن البرلمانات اليوم هي نظم ليست إسلامية وهذه حقيقة لا تقبل مناقشة إطلاقاً؛ لأن الإسلام مضى عليه أربعة عشر قرناً ولا يعرف البرلمانات إلا حينما غزوا في عقر دارهم واستولى على ديارهم الكفار وفرضوا عليهم نظمهم وأفكارهم وطريقة حياتهم.
فالبرلمانات قائمة على أن الحكم للشعب والحكم في الإسلام لله، وهذه يعني أيضاً من القضايا والتي نحمد الله فيها أنه لا خلاف بين المسلمين على ما بينهم من اختلاف كثير من النواحي، أن الحكم {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}[يوسف: ٤٠] هذه حقيقة لا تقبل الجدل، فكيف يقال: الحكم للشعب.
ومن آثار هذه البرلمانات ليس أنها يعني: قامت على الحكم بغير ما أنزل الله أصالة، وإنما المنهج والطريقة التي يتجمع فيها الناس في هذا المجلس الذي يسمى بالبرلمان أو ترجمته إلى مجلس الأمة الطريقة التي يصل إليها هؤلاء الناس ليست هي طريقة إسلامية، ذلك لأن الله عز وجل يقول في صريح القرآن الكريم:{أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}[القلم: ٣٥ - ٣٦]، أروني برلماناً من البرلمانات ليست البرلمانات القائمة في بلاد الكفر والضلال وإنما التي ابتليت بها بلاد الإسلام، أروني برلماناً لا يخالف في منهج وصول المنتخبين إلى البرلمان على خلاف الآية السابقة، {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}[القلم: ٣٥ - ٣٦].
فأنتم تعلمون جميعاً أن نظام البرلمان أولاً لا يفرق بين المسلم والكافر، وهذا يكفيكم بياناً في أن ما بني على فاسد فهو فاسد، وإذا كان لا يفرق بين المسلم