للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكافر ومعنى ذلك أن للكافر حق الانتخاب كما للمسلم حق الانتخاب، فهل في الإسلام أن يكون في مجلس الأمة، في مجلس الشورى كافر مشرك بالله عز وجل؟ حاشا لله، فمن باب أولى أن لا يفرق هذا النظام الذي لم يفرق بين المسلم والكافر من باب أولى أن لا يفرق بين المرأة والرجل، ولذلك صارت البرلمانات خليط مليط كما يقولون في سوريا، فيها النساء وفيها الرجال.

ثم من نتائج عدم التفريق أنهم لا يفرقون بين المسلم الصالح والمؤمن الطالح، بعثي شيوعي ملحد، المهم اسمه محمد بن أحمد، لا كما مش مهم يكون جورج بن طنيوس، مش مهم كلهم جماعة مواطنين، واليوم هذا الشيء بالشيء يذكر، كلمة الذميين رفعت من لغة المسلمين في هذا الزمان، كلمة الذميين رفعت وأقيم مقامها كلمة ناعمة لطيفة جداً وهي مواطنين، أنت مواطن خلاص يهودي نصراني، شيوعي ملحد مش مهم، أنت مواطن لك حق مثل أي شخص آخر، ربنا يقول: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [القلم: ٣٥ - ٣٦]، فهذه المفارقات كلها جعلت سواءً، فسووا بين الصالح والطالح بين الرجل والمرأة، بين المسلم والكافر، هذا هو أساس البرلمان، كيف يريد المسلمون الغيورين على الإسلام أن يغيروا من نظام البرلمان بالدخول في هذا النظام وهم أول ما دخلوا آمنوا به؛ لأنهم ما وصلوا إليه إلا بهذه الطريقة القائمة على خلاف شريعة الله عز وجل، ونحن الآن فوجئنا بل لم نفاجأ بهذا الذي يسمونه بالميثاق الوطني، ما معنى هذا الميثاق الوطني؟ إنكار: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} [الكافرون: ١ - ٢]، أنت مسلم، أنت كافر، أنت ملحد؟ كلكم سواء في هذا البرلمان، إذاً هل تتصورون أن ميثاقاً أقيم على التسوية بين المسلم والكافر يمكن أن يحكم بما أنزل الله، ويمكن لهؤلاء الأفراد القليلين من المسلمين أن يغيروا هذا النظام جذرياً، ما يكون تغيير جذرياً بأن يساير الناس في ضلالهم بل يجب كما كان السيد قطب رحمه الله يأتي بعبارة لا بد من المفاصلة، لا بد من المفاصلة كما الرسول عليه السلام ابتدأ حياته في

<<  <  ج: ص:  >  >>