للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونقلت إلى بلاد الإسلام بحكم أنها قوانين يكون تطبيقها من صالح البلد المسلم، على الرغم من أننا نعتقد أن انتماء هؤلاء الإخوان إلى مثل هذه البرلمانات هو أولاً: مخالفة صريحة لدعوة الكتاب والسنة وللمنهج الذي سار عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للدعوة على الرغم من هذه المخالفة الصريحة، فنحن قد وجدنا في تاريخ العصر

الحاضر أن هؤلاء المسلمين الذين دخلوا البرلمانات ما أفادوا المسلمين شيئاً، بل أضروا بهم ضرراً بعيداً، وكان من عاقبة ذلك أن قام حكام بعضهم يحارب الإسلام محاربة صريحة، وبعضهم يحارب الإسلام وراء الستار والحجاب، فعلى الرغم من هذه المخالفة للشرع من جهة، والمخالفة للتجربة التي لم تنجح قلنا آنفاً جواباً عن سؤال: إننا لا نستطيع أن نقول: بأن نوايا هؤلاء الذين دخلوا البرلمانات بقصد الإصلاح كما يقولون، إن نواياهم سيئة، مع أن عملهم لا نشك في أنه مخالف وضلال مبين، لذلك نحن ننصح أخانا عبد الرحمن هذا، ولاسيما هو معنا إلى عهد قريب في الدعوة أنصحه بنصيحتين اثنتين:

النصيحة الأولى: إن الله عز وجل يقول: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: ٥]، فما يجوز لمثله أن يحكم على من كان مثله في الدعوة والله أعلم بالصالح والمفسد من بينهما؛ أن يحكم بأن نيته قلب الإسلام رأساً على عقب وإفساد الدعوة السلفية، وإلباسها ثوباً غير الثوب الصحيح، ثوب إلحادي مبطن بدعوة إسلامية، ننصحه بألا يسيء الظن بنية من خالفه في الرأي، ولاسيما وقد قرأت كثيراً من العبارات التي اتهمت الرجل بها وإذا به يقول بخلاف ما نسبت إليه، هذا الأمر أدعه بينك وبينه، أما أنت تتعرض للتصريح بإساءة الظن به، فهذا مما يوسع الخرق على الراقع؛ لأن هذا سيدفع كثيراً من الناس إلى أن يتهموك أنت بسوء النية، وهنا تزداد الفرقة ويزداد المخالفة وتزداد الشقة بين

<<  <  ج: ص:  >  >>