وتكتلهم، فما فيه إشكال يعني الهرب والاعتزال لفظان متغاياران يلتقيان في حقيقة واحدة وهي اعتزالهم عن منهجهم والهرب من منهجهم وعدم الهرب من دعوتهم إلى العمل بالكتاب والسنة دون أي تأول أو تغيير.
مداخلة: تكملة نهائية الله يجزيك خير.
الشيخ: تفضل.
مداخلة: طبعاً الآن اتضح حديث حذيفة رضي الله عنه نستطيع نقول بداهة أن هذا الحديث يمنع من الدخول مثلاً في الجيش أو أو .. من هذه الأمور؟
الشيخ: هذا ما قلت لك أكثر من ذلك، أنت سألت في الدخول في البرلمان فعطفت على ذلك والدخول في الأحزاب الإسلامية الأخرى، فلما تأتي وتذكر الآن الجيش فمن باب أولى، ولكن عندما تذكر الجيش تذكر معنى بأن هناك في كثير من البلاد العربية ما يسمى بالخدمة الإجبارية.
مداخلة: نعم.
الشيخ: لما تقول أنت ومن ذلك عدم الدخول في الجيش نقول نعم الدخول الاختياري، فهذا طبعاً نحن لا نشجعه بل ننهى عنه أشد النهي أما الدخول إجباري {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦] باستطاعتك تهرب من الدخول في هذا الإجباري؟ أيضاً لا تخسر، فلذلك الأحكام الشرعية لها حدود ولها تفاصيل، والقاعدة {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦] أنت تستطيع ألا تخدم في أي جيش من الجيوش القائمة اليوم التي تخالف الإسلام في قليل أو كثير من الأحكام اختياراً، لكن لما لا تستطيع أن تخرج من ذاك البلد وهم يجرونك جراً إلى الخدمة الإجبارية فحينئذ نقول {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦] إذا كان مثل عدي بن حاتم الطائي نزل في حقه قوله تعالى