للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعتزل المشركين أم لا؟

مداخلة: نعم اعتزلهم.

الشيخ: طيب قام بواجب هدايتهم وإرشادهم؟

مداخلة: نعم نصح.

الشيخ: إذاً يمكن الجمع بين اعتزالهم وعدم اعتزالهم، اعتزالهم في منهجهم في ضلالهم في خططهم .. إلى آخره، لكن هذا لا يعني اعتزالهم بمعنى عدم القيام بواجب تعليمهم وإرشادهم ودعوتهم إلى التوحيد وإلى أحكام الإسلام، والتاريخ يعيد نفسه، والمجتمع الإسلامي لا يتحقق إلا بأن توجد هناك نواة يتآمرون بالمعروف ويتناهون عن المنكر، وهذا لا يعني أنهم يعتزلون الناس الآخرين لا ينصحوهم ولا يدلونهم على ما هم يريدونه لهم من الخير، إذاً ما فيه إشكال المجتمع الإسلامي يتحقق مع ذاك الاعتزال ومع تحقيق الاعتزال بالمعنى الثاني نعم.

مداخلة: بقي إشكال أخير يا شيخ.

الشيخ: تفضل.

مداخلة: القلب يطمئن لكل الكلام الذي قلته، ولكن لما أنا راجعت لفتح الباري في شرح الحديث لابن حجر ذكر في رواية طريق ما عرفت صحتها، هذه الرواية هي التي تشكل على الكلام الذي قلته، فيها أن حذيفة بعدما سأل النبي إن لم يكن للمسلمين إمام ولا جماعة؟ قال: فالهرب، فهذا اللفظ أنا لا أعرف ..

الشيخ: نفس الهرب أخي ما فيه إشكال الهرب هو الاعتزال، يعني الهرب ليس من عدم نصحهم وإنما الهرب من عدم مشاركتهم في منهجهم وفي تحزبهم

<<  <  ج: ص:  >  >>